دافعت إدارة الرئيس بيل كلينتون أمس عن سياستها تجاه العراق، خصوصاً لجهة استمرار العقوبات الاقتصادية ضده والمضي في تنفيذ منطقتي الحظر الجوي في الشمال والجنوب. وجاء ذلك في تقرير نشرته وزارة الخارجية وقدمه مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك. وتضمن التقرير عرضاً للموقف الأميركي الذي يرتكز على ضرورة استمرار سياسة الاحتواء وتقديم المساعدات الإنسانية والعمل على تغيير النظام. وقال التقرير إن الولاياتالمتحدة ترغب في أن يعود العراق "كعضو محترم ومزدهر في المجموعة الدولية، ولا نعتقد ان ذلك سيحصل طالما بقي صدام حسين في السلطة". وشدّد التقرير على ان "من المهم جداً ان تبقى المجموعة الدولية موحدة في العمل من أجل احتواء هذا النظام الخطير"، خصوصاً في ضوء سجل الرئيس العراقي الحافل ب"العدوان ضد جيرانه وباضطهاد شعبه". وقال إن المطلوب أيضاً المحافظة على نظام العقوبات حتى يتم تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن وعلى بقاء نظام التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل "فاعلاً". وأكد التقرير، الذي جاء في 22 صفحة وتضمن صوراً وبيانات احصائية، ان الولاياتالمتحدة ستستمر في تنفيذ منطقتي الحظر الجوي لمنع "صدام من استخدام سلاحه الجوي وطائرات الهليكوبتر لذبح شعبه ... ولمنعه من تهديد جيرانه". وهدد بأن واشنطن "ستستخدم القوة إذا هدد صدام جيران العراق أو قوات التحالف أو أعاد بناء أسلحة الدمار الشامل أو تحرك ضد الأكراد". وتطرق إلى تناول الجهود الأميركية والدولية لرفع معاناة الشعب العراقي ومنها زيادة مبيعات النفط العراقي لتوفير المزيد من الأموال لبرنامج "النفط مقابل الغذاء"، والعمل من أجل دفع العراق إلى شراء المزيد من المواد الغذائية، خصوصاً للأطفال وتسريع الموافقة الدولية على عقود الشراء بموجب هذا البرنامج وتأييد مشروع قرار لمجلس الامن يرفع القيود عن برنامج "النفط مقابل الغذاء". وبعدما اشار التقرير الى سجل الرئيس العراقي بعدم التقيد بقرارات مجلس الامن وبتهديد جيرانه واضطهاد شعبه، أعرب عن اعتقاد الادارة الاميركية بأن الحل هو من خلال "قيام حكومة جديدة في بغداد ملتزمة العيش بسلام مع جيرانها واحترام حقوق مواطنيها". وقال "ان المنطقة والعالم سيكونان في وضع افضل بقيام حكومة جديدة في العراق". وكرر التقرير دعم الادارة لسلامة اراضي العراق "دولة واحدة كاملة وحرة" وان "صدام حسين ليس الشخص الذي يوحّد العراق وانما هو الشخص الذي يمزقه". كما كرر ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان التغيير في العراق يجب ان يتم من الداخل وان يقوده العراقيون. وقال إن الهدف من اصدار التقرير هو تقديم الادلة والحقائق حول وضع العراق تحت حكم صدام حسين.