كان ملعب القاهرة الدولي مسرحاً لواحدة من أكبر مفاجآت كرة القدم المصرية في تاريخها عندما خطف المعادن الذي يلعب في الدرجة الاولى للمرة الاولى تعادلاً ولا أغرب من الزمالك 1-1 في المرحلة الثالثة من الدوري. وفشل الزمالك، بطل كأس مصر، في احراز الفوز للمرة الثانية على التوالي في الموسم الجديد، وفقد بالتالي اربع نقاط ثمينة، الامر الذي يهدده بالخروج من سباق المنافسة على اللقب باكراً. تعادل الزمالك والمعادن كان اكبر من اي مفاجأة لاسباب عدة: اولها ان المعادن لعب المباراة من دون مديره الفني محمد صلاح الموقوف من اتحاد الكرة لهجومه على الحكام. وجلس صلاح، وهو لاعب سابق في الزمالك، في المدرجات يتابع فريقه بإعجاب. ثانيها ان المعادن لعب 44 دقيقة بعشرة لاعبين بعدما طرد الحكم محمد كمال ريشة لاعبه جمال جاد في الدقيقة 50 لحصوله على انذارين. ولم يستفد الزمالك المدجج بالدوليين من تفوقه العددي والميداني. ثالثها ان الكرة بقيت بين اقدام لاعبي الزمالك بنسبة 81 في المئة من زمن المباراة، وسددوا 33 كرة على المرمى مقابل ثلاث كرات فقط لفريق المعادن. والغريب ان التسديدة الوحيدة للمعادن على مرمى الزمالك سكنت شباك الحارس الدولي عبدالواحد السيد. رابعها ان المعادن خسر امام منتخب السويس صفر - 1 ثم تعادل والكروم السكندري 3-3 في لقاءيه الاولين من البطولة فأكد المراقبون انه اكبر المرشحين للهبوط الى الدرجة الثانية. ولا يضم المعادن في صفوفه اي لاعب دولي أو شهير، ويعتمد على لاعبي الزمالك السابقين عمرو عبده ونبيل محمود ويحيى نبيل. وتسبب التعادل المفاجئ في ثورة هائلة لجماهير الزمالك على اللاعبين وعلى الجهاز الفني ومحمود ابو رجيلة المدير الفني، وطالبت بسرعة التعاقد مع محمود الجوهري المدير الفني السابق لمنتخب مصر. وخرج لاعبو ومدربو الزمالك من الملعب في حراسة الشرطة. وسارت المباراة على وتيرة واحدة من بدايتها الى نهايتها... هجوم ساحق للزمالك وفرص ضائعة والكرة باستمرار في نصف ملعب المعادن. وشهدت الدقائق العشرون الاولى هدفاً لأسامه نبيه الغاه الحكم للتسلل وثلاث فرص بالغة السهولة لعبدالحليم علي 2 واحمد عبدالله ورد القائم هدفاً مؤكداً لمدافع الزمالك المتقدم حسام عبدالمنعم. وخلافاً لسير اللعب احرز هاني العقبي، لاعب الاهلي السابق، هدفاً للمعادن في الدقيقة 26 من ركلة حرة مباشرة سددها باتقان من فوق الحائط البشري في مرمى الزمالك وسط ذهول الجميع، وهي التسديدة الاولى للمعادن على المرمى في المباراة. والغريب ان يأتي هدف المعادن قبل ان يدخل لاعبوه منطقة جزاء الزمالك على الاطلاق. واضطر محمود ابو رجيلة مدرب الزمالك لاخراج المدافع احمد صالح وإشراك المهاجم طارق السيد. وأهدر عبدالحليم وهيثم فاروق فرصتين أخريين، وتألق الحارس وليد عبدالعزيز في انقاذ تسديدة هيثم المتقنة، وانفرد عبدالحليم علي تماماً بمرمى المعادن من خطأ دفاعي لكنه سدد في الشبكة الجانبية. وانتهى الشوط الاول بتقدم المعادن وسط ثقة من انصار الزمالك بامكان الفوز. ونزل ايمن مشالي مكان النجيري كريستوفر في الزمالك فاشتد الضغط وانقذ الحارس هدفين من عبدالحليم واحمد عبدالله قبل ان يشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه المدافع جمال جاد للخشونة، واعترض لاعبو المعادن طويلا بلا فائدة واكملوا المباراة بعشرة أفراد امام فريق افضل عددياً وبدنياً وفنياً وجماهيرياً وتاريخياً... لكن الزمالك لم يستغل الضربات الركنية العديدة ولم يستفد طارق السعيد من انفراد كامل بمرمى المعادن. واخيرا جاء هدف التعادل من ركلة جزاء احتسبها الحكم ضد محمود بيومي مدافع المعادن لمخاشنته طارق السعيد، وسجل منها ايمن عبدالعزيز في الدقيقة 60 فأخرجه المدرب على الفور واشرك خالد الغندور لزيادة الدعم الهجومي. وعاند الحظ الزمالك بشكل صارخ في تسديدة لأيمن مشالي ردها القائم وضربة رأس لبشير التابعي بجوار القائم، وتسديدة لهيثم فاروق على مسافة سنتيمترات من المرمى. وانفرد طارق السيد ولم يسجل، وذهبت تسديدته في الوقت المحتسب بدل الضائع بين يدي الحارس. واختير وليد عبدالعزيز حارس المعادن وطارق السعيد مهاجم الزمالك أحسن لاعبين في المباراة، واصبح مصير محمود ابو رجيلة المدير الفني للزمالك على كف عفريت. وفي المنصورة، سقط فريقها أمام الاتحاد السكندري الذي رفع رصيده الى 6 نقاط من فوزين متتاليين بهدف احرزه محمد ابراهيم 5. ولم يستفد المنصورة الاكثر هجوماً من الفرص السهلة التي لاحت له تحت ادارة حاسمة للحكم الدولي جمال الغندور. وسبق للمنصورة الخسارة على ملعبه من المصري البورسعيدي صفر-2، والغريب انه فاز خارج ملعبه على الشرقية 3-1. وتختتم الليلة مباريات المرحلة الثالثة بمباريات الالومنيوم ضد الاهلي في نجع حمادي وهو لقاء الاخير والاول. وخسر الالومنيوم مباراتيه السابقتين ضد الشرقية والاتحاد في حين فاز الاهلي في مباراتيه على القناة ومزارع دينا. ويلعب ايضاً المصري ضد الشرقية، والقناه ضد المقاولين العرب.