منذ اكثر من عشر سنوات لم أرَه لكن كلما اخذنا في تعداد المعتقلين من بلدتنا كنا نذكر خليل فهو واحد منهم مكث في معتقل الخيام عاماً ونصف العام وهو الرقيب في الجيش اللبناني. في 27/6/1999 التقيت خليل عند معبر كفرتبنيت الذي يفصل المنطقة المحتلة عن النبطية. كما في وداع كميل اخي الذي قتلته سيارة على اوتستراد خلدة. يومها لم تضرب نقابة السواقين ولم يصدر بيان عن الحزب الاشتراكي يدعو وزير الداخلية الى مراقبة طرقات الموت في لبنان، ولم يعتصم اطباء لبنان امام المجلس النيابي بل جاء منفيو قرى الشريط الحدودي واهل كميل والاسرى المحررون من بينهم خليل الذي ذكّرني بنفسه: - عرفتني؟ - لا. - انا خليل حمد. - ما شاء الله يا خليل، يخزي العين، شو هالصحة. - انا كنت مع كميل في المعتقل. خليل مات بسبب التقرّح في معدته والعائد من الخيام بماذا يعود؟ مات عندما تناقلته سيارات الاسعاف من مستشفى الى آخر دونما اهتمام، استطاع خليل وما له من سلطة طلب السجن للاطباء المهملين مدة اسبوع فقط. قامت الدنيا للدفاع عن الاطباء وصدر بيان استنكر فيه الحزب الاشتراكي التطاول على الجسم الطبي، اما جسم خليل الكبير ذهب الى شبعا لتبكيه امه وام كميل وامهات ترين ابناءهن بعد موتهم. قد يلومني البعض لو طلبت من الدولة ان تسحب مشارط بعض الاطباء مثلما سحبت سلاح الميليشيات. لقد قتلوا وقطعوا ايادي وأرجلاً كان من الصعب معالجتها، تركوا الناس تموت امام بوابات المستشفيات حتى تدفع بالعملة الصعبة، لم أنسَ ما قاله لي دكتور القلب في مستشفى البربير عندما قلت له الوالدة اصبحت على الضمان الصحي، يومها اجابني: لماذا لم تخبرني قبل الفحص؟ سألته وما الفرق؟ اجابني: "فحص الضمان يختلف عن الفحص العادي". يومها سألته: هل فحص الضمان يتم بعين واحدة او بنصف سماعة او بالوقوف على طرف الميزان؟ أحرى بالمجتمعين المعتصمين دفاعاً عن الاطباء المهملين الذين قتلوا منذ شهور الفتاة بنت العشرين ربيعاً ان يشرحوا جثة خليل ويحددوا سبب وفاته. وعندها فليستنكر الحزب التقدمي الاشتراكي كثيراً صاحب شعار "وطن حر وشعب سعيد". لندن - جميل ضاهر