لندن، واشنطن - "الحياة"، أ ب - قالت مصادر صناعية ان الولاياتالمتحدة سمحت لممثلي شركة النفط الاميركية "اوكسيدنتال بتروليوم" بالسفر الى ليبيا لتفقد موجودات انتاج النفط التي اضطرت الشركة الى التخلي عنها في ليبيا قبل نحو 13 عاماً بسبب الحظر الذي فرضته الولاياتالمتحدة على التعامل مع الجماهرية. وتعتبر هذه اول زيارة من نوعها تقوم بها شركة اميركية تملك موجودات في ليبيا، منذ فرضت ادارة الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان حظراً في كانون الثاني يناير عام 1986 على استيراد النفط الليبي، ومنعت الشركات الاميركية العاملة في ليبيا من متابعة نشاطاتها هناك وطالبت المواطنين الاميركيين بمغادرة ليبيا. وشركات النفط الاميركية الخمس التي كانت تعمل في ليبيا قبل الحظر هي "اوكسيدنتال بتروليوم" و"كونوكو" و"مراثون" و"دبليو آر غرايس" و"اميرادا هيس". وقالت المصادر الصناعية، التي طلبت عدم الافصاح عن هويتها، ان مكتب مراقبة الاصول الخارجية التابع لوزارة الخزانة الاميركية هو الجهة التي سمحت لشركة "اوكسيدنتال بتروليوم" بالسفر الى ليبيا. وجاء السماح لهذه الشركة بعدما جمدت الاممالمتحدة في نيسان ابريل الماضي العقوبات التي فرضتها على الحكومة الليبية لرفضها تسليم مواطنين ليبيين متهمين بتفجير طائرة "بان اميركان" فوق مدينة لوكربي في اسكتلندا في كانون الثاني يناير عام 1988. ويشار الى ان ادارة الرئيس ريغان عادت وسمحت للشركات الاميركية في اواخر الثمانينات باجراء المحادثات مع المسؤولين الليبيين في شأن موجوداتها في ليبيا، بموجب اذون خاصة، بعدما حذرت هذه الشركات السلطات الاميركية من ان عدم التوصل الى اتفاق مع الحكومة الليبية ربما يؤدي الى تأميم موجوداتها في ليبيا التي كانت تقدر بما يزيد على اربعة بلايين دولار تشمل حصص الشركات من النفط المستخرج. كما سمحت الحكومة الاميركية لشركات النفط بعقد "اتفاقات تجميد" تسمح للحكومة الليبية بتشغيل آبار النفط المملوكة لشركات النفط الاميركية والاحتفاط بالايرادات لكن من دون مصادرة موجودات الشركات. ولم يتمكن الطرفان من التوصل الى اتفاق جديد عندما انتهى العمل باتفاقات التجميد الاولى في اواخر حزيران يونيو عام 1989. وقبل انتهاء العمل باتفاقات التجميد، سمح للشركات الاميركية بالعمل في ليبيا عن طريق نقل مليكة استثماراتها في ليبيا الى شركاتها الفرعية غير الاميركية. وحصلت شركات النفط في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش على اذون خاصة للسفر الى ليبيا لاجراء محادثات مع المسؤولين هناك في شأن امتيازات واستثمارات هذه الشركات.