أسدلت إيرانوالولاياتالمتحدة الستار أمس، على قضية اعتقال ثلاثة أميركيين اتُهموا ب «التجسس»، إذ أطلقت طهران اثنين منهم بكفالة سددتها سلطنة عُمان، بعد سنة على الإفراج عن رفيقتهما، في خطوة قد تخفف التوتر في العلاقات مع واشنطن. تزامن إطلاق شاين باور وجوش فتال، مع إبلاغ مصادر ايرانية «الحياة» ان روسيا تسعي الى عقد اجتماع ثلاثي، يضم ايرانوالولاياتالمتحدة، علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لمناقشة القضايا العالقة بين طهرانوواشنطن، وذلك علي خلفية الاقتراح الروسي لتسوية الملف النووي الإيراني «خطوة خطوة». ولم تشر المصادر هل سيشارك الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اللقاء المحتمل، أم أن الاجتماع سيكون علي مستوي أدنى. لكن مصادر لفتت الى ان اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، والذي يرافق الأخير في نيويورك، يُؤيد إجراء حوار مع الولاياتالمتحدة، علي اساس الاحترام المتبادل، لتسوية الملفات العالقة بين البلدين. واعتُقل باور وفتال وزميلتهما ساره شورد، في 31 تموز (يوليو) 2009، بعد دخولهم الأراضي الإيرانية في شكل غير مشروع من كردستان العراق. وفي أيلول (سبتمبر) 2010، أطلقت السلطات الإيرانية لأسباب «صحية»، شورد بكفالة نصف مليون دولار، سددتها سلطنة عُمان، لكن القضاء الإيراني حكم بسجن فتال وشورد ثماني سنوات، لادانتهما بالتجسس. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن باور وفتال غادرا ايران، في طائرة يرجح انها اقلتهما الى سلطنة عُمان، قبل سفرهما الى الولاياتالمتحدة. لكن مسعود شافعي، محامي الأميركيَين، نفى مغادرتهما ايران، مشيراً الى انهما ما زال في المطار، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول عُماني قوله ان الأميركيَين غادرا الى مسقط. وأشارت «إرنا» الى انهما غادرا السجن في موكب سيارات كانت تقل ديبلوماسيين سويسريين وعُمانيين، و»ممثلين عن الحكومة العُمانية جاؤوا الى ايران لإطلاقهما». وعلى غرار شورد، دفعت مسقط كفالة الإفراج عن باور وفتال، وقدرها نصف مليون دولار لكلّ منهما. وكانت شورد غادرت طهران في طائرة أرسلتها سلطنة عُمان. وبعد دقائق على إعلان المحامي مسعود شافعي حصوله على توقيع قاضيَين لإطلاق باور وفتال بكفالة سددتها سلطنة عُمان، توجهت السفيرة السويسرية ليفيا ليو أغوستي ومعها مبعوثون عُمانيون الى سجن إيفين في طهران، حيث اصطحبوا الأميركيين. وترعى سويسرا مصالح الولاياتالمتحدة في ايران، إذ أن العلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين طهرانوواشنطن. وأعلن قاضي محكمة الاستئناف موافقته على طلب شافعي إبدال «السجن الموقت» لباور وفتال، بكفالة قدرها نصف مليون دولار لكلّ منهما، و»إطلاقهما في انتظار صدور حكم نهائي» عليهما. وكان يُفترض الإفراج عن الأميركيَين الأسبوع الماضي، لكن إعلان نجاد النبأ، أخّر إطلاقهما، إذ اعتبر القضاء خطوته تدخلاً في شؤونه وانتهاكاً لاستقلاليته. ويُعتبر إطلاقهما ورقة رابحة في يد نجاد خلال زيارته نيويورك، فيما تكهنت وسائل إعلام إيرانية بالإفراج عن ايرانيين محتجزين في سجون أميركية. وقبل ساعات من الإفراج عن الأميركيَين، أشار نجاد الى ان ثمة «مساراً قضائياً يجب إكماله» قبل إطلاقهما، مؤكداً ان «هذا القرار لم يُتخذ تحت الضغط». وقال لشبكة «اي بي سي» الأميركية: «ثمة ايرانيين محتجزين في الولاياتالمتحدة»، ولم يحصلوا على مراجعة قضائية كاملة».