طهران، مسقط، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – بقيت الاميركية سارة شورد التي أطلقتها طهران الثلثاء الماضي بعد احتجازها اكثر من سنة مع مواطنَين لها بتهمة التجسس، لدخولهم الاراضي الايرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق، محجوبة عن الانظار في سلطنة عُمان. وأجرت شورد فحوصاً طبية، كما تحدثت هاتفياً مع والدتي رفيقيها شاين باور وجوش فتال. وأفادت السفارة الاميركية في مسقط، بأنها عائلة شورد ابلغتها بأن الاخيرة لن تتحدث الى وسائل الاعلام في مسقط، باستثناء بيان ستصدره قبل مغادرتها سلطنة عُمان. يأتي ذلك في وقت طالبت والدتا باور وفتال، الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بأن يصحبهما معه الاسبوع المقبل الى نيويورك حيث سيشارك في الجمعية العامة للامم المتحدة. وقالت لورا والدة فتال: «نرحب به في الولاياتالمتحدة. نقول له: نرجوك ان تعيد جوش فتال وشاين باور الى الولاياتالمتحدة وإلينا». وقالت لورا فتال وسندي هيكي، والدة باور، ان الافراج عن شورد جعلهما متفائلتين بقرب الافراج عن نجليهما. وأضافت هيكي: «كنا دائماً متفائلتين، لكن هذا الامر زاد من تفاؤلنا». وفيما لزم المسؤولون العُمانيون الصمت حول دور مسقط في الافراج عن شورد ودفع كفالة بقيمة نصف مليون دولار، قال المدعي العام في طهران عباس جعفري دولت آبادي ان الكفالة حُوّلت الى «بنك ملي» الايراني في سلطنة عُمان. وفي واشنطن، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان «الترتيب» الذي اتاح اطلاق شورد، قامت به سلطنة عُمان، مضيفاً: «يعود للمسؤولين العمانيين اختيار هل يرغبون في الاعلان عما قاموا به، لتلبية مطالب القضاء الايراني». ونفى الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان تكون الولاياتالمتحدة سددت كفالة في مقابل الافراج عن شورد. وقال ان الولاياتالمتحدة «لا تسدد كفالة لرعاياها المسجونين (في الخارج)، ولم تفعل ذلك في هذه القضية». وأضاف: «لا يزال هناك اميركيان لم يرتكبا اي جريمة، ولا يزالان محتجزين في ايران. لا سبب على الاطلاق لعدم الافراج عنهما فوراً». على صعيد آخر، وجّه نجلا الايرانية سكينة محمدي أشتياني التي حُكمت بالرجم حتى الموت لاتهامها بالزنى والتواطؤ لقتل زوجها، رسالة مفتوحة الى العالم لمساعدة والدتهما. وجاء في رسالة سجاد وسهيده قادرزاده التي نشرتها وكالة أنباء «آكي» الايطالية: «ساعدونا، اذ نشعر بالوحدة وتخلى عنا الجميع في بلادنا، عدا محامي والدتنا الشجاع جافيد هوتان كيان». ونددا ب «التهديدات» التي تعرضا لها، مؤكدين أن «رجال الاستخبارات عندما دهموا مكتب محامينا، هددونا قائلين بوضوح: حتى اذا تمكنا يوماً من إنقاذ حياة والدتنا، لن ننعم بالسلام أبداً على كل حال، اذ سيجعلوا حياتنا جحيماً لا يُطاق». وزادا: «المسؤولون قالوا: الرأي العام العالمي مهتم بحياة والدتنا الآن، لكن حالما سيقلّ الاهتمام بقضيتها، حينئذ سيعودون لتدمير حياتنا». واعتبر نجلا أشتياني أن «هذه التهديدات تجعل وضعنا مأسوياً لا يُطاق، ولا نعرف ماذا نفعل، نشعر بالوحدة والقلق، والأسوأ من ذلك أننا رُفضنا من أقاربنا أيضاً، والذين لا يريدون رؤيتنا لأننا نؤيد والدتنا». يأتي ذلك بعدما نفت اشيتاني ان تكون تعرّضت للجلد والتعذيب في السجن. وظهرت على شاشة التلفزيون الايراني الاربعاء، امرأة غطت وجهها وقالت انها اشتياني، نافية ان تكون عوقبت ب99 جلدة، بعدما نشرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية في 28 آب (اغسطس) الماضي صورة لامرأة غير محجبة قالت انها سكينة. وينص القانون الايراني على ان تغطي النساء انفسهن من الرأس حتى أخمص القدمين. وقالت المرأة التي ظهرت على التلفزيون بلغة الاذري مع ترجمة بالفارسية: «لا. أؤكد ذلك (الجلد). هذه كذبة واشاعة». ونفت سكينة ايضاً ان تكون تعرضت لتعذيب، لإجبارها على اجراء المقابلة الاولى التي بُثت في 12 آب الماضي، واعترفت فيها بأن رجلاً عرض عليها قتل زوجها وانها سمحت له بالقيام بذلك. وقالت: «لم اتعرض لتعذيب. ما اقوله هو كلامي ولم يجبرني احد على ان احضر امام الكاميرا. ما اقوله هو كلامي انا».