تحتل مدينة ملبورن المركز الثالث بعد سيدني ومنطقة الشاطئ الذهبي غولد بيتش في كوينزلاند من حيث عدد الزوار الأجانب الذين يزورونها. الا ان المدينة تستعد لتقديم نفسها كمنافس محتمل للمدينة الأوليمبية في الألفية الجديدة. فعدا عن استضافتها بعض أبرز الاحداث الرياضية العالمية مثل سباق الجائزة الكبرى فورمولا 1 للسيارات، والمباراة النهائية لكأس الاتحاد الاسترالي لكرة القدم وبطولة التنس المفتوحة وبطولة كأس ملبورن لسباق الخيل، فان مدينة ملبورن ستشهد قريباً افتتاح حوض مائي حديث جداً للأسماك وواجهة بحرية عصرية ومرفأ متطوراً ومرافق للمسافرين لاستقبال سفن نقل السياح بالاضافة الى اكبر متحف في استراليا. وصرح جوناثان كامبل، مدير تطوير السوق لأوروبا وجنوب افريقيا والشرق الاوسط بهيئة السياحة الاسترالية قائلاً: "ملبورن، التي اعتبرتها الدراسات افضل مدينة كبيرة يمكن العيش فيها في العالم، تتمتع بالفعل بسمعة ممتازة كمركز للفنون والثقافة والتسوق، وهي يمكن ان تتحول ايضاً الى نقطة جذب رئيسية للسياحة الواردة الى استراليا". ويعد الحوض المائي في ملبورن مرفقاً مستقبلياً في تصميمه، وهو يغطي اربعة ادوار. ومن المقرر ان يفتح ابوابه امام الجمهور في كانون الثاني يناير 2000. وتضم مرافقه اول مركز "مدرج الأسماك" - لأكثر من 150 شخصاً - في مدرج للأسماك مساحته 100 متر مربع معلق في خزان المشاهدة المركزي بالحوض المائي. كما ان انفاق المشاهدة المؤدية الى المركز معلقة ايضاً، لتوفر بذلك مناظر لا مثيل لها للحياة البحرية المدهشة بالداخل. وسيركز الحوض المائي على نقل الزوار عبر رحلة اكتشاف تجريبية مثيرة اذ يمكنهم مشاهدة سرطان البحر العملاق وأسماك القرش والتنين البحري. كما يمكنهم تعلم الغوص بين اسماك القرش - او مراقبة شخص آخر وهو يقوم بذلك من المدرج الخاص بمشاهدة المحيط. كما تخطط ملبورن لجعل واجهتها البحرية احدى افضل الواجهات من نوعها في استراليا، لتكمل بذلك ما تقدمه واجهة الميناء الرائعة لمدينة سيدني. وستكون هذه الواجهة احدى ابرز الواجهات البحرية في العالم بما ستحتويه من مطاعم ومحلات تجارية ومراكز رياضية ومرافق ترفيهية ومكاتب تجارية. ومن المقترح بناء خمسة فنادق و142 شقة من شقق الخدمات لمنطقة ميناء ملبور، على ان تستمر عملية التطوير المرحلية عشرة الى 15 عاماً اعتماداً على نمو الطلب في السوق. كما تسعى ملبورن بخطوات جريئة الى دخول سوق السفن السياحية من خلال خطة استراتيجية مدتها ثلاث سنوات لجذب مزيد من هذه السفن. ففي شباط فبراير الماضي رست "كيو. إي. تو" في ملبورن، وهي احدى السفن السياحية الست والعشرين التي زارت ملبورن في موسم الصيف 1998 - 1999، وهذا عدد قياسي يزيد عن عدد السفن في موسم الصيف السابق بسبع سفن. وكان معظم الزيارات يتم بواسطة السفن السياحية الكبيرة. وارتفع عدد زوار ملبورن من 20 ألف زائر عام 1997 - 1998 الى نحو 35 ألف زائر عام 1998 - 1999. ويتمثل الهدف الاولي لهذه الاستراتيجية في زيادة عدد السفن السياحية التي تزور ملبورن الى اكثر من 30 سفينة سنوياً بحلول موسم 2000 - 2001. وتجدر الاشارة الى ان زيارة كل سفينة سياحية لملبورن تضخ مبلغاً يقدر بنحو مليون دولار استرالي 657 الف دولار اميركي في الاقتصاد المحلي. يذكر ان حكومة مقاطعة فيكتوريا التي تقع ملبورن فيها قد استثمرت حتى الآن اكثر من اربعة ملايين دولار استرالي 2.6 مليون دولار اميركي في تحسين مرافق الرسو وخدمات المسافرين في مرفأ ستيشن بير. وسيتم على مدى العامين التاليين انفاق 14 مليون دولار استرالي 9.2 مليون دولار اميركي على تطوير ستيشن بير وتأمين مرفأ ثالث للسفن السياحية. ومن ناحية اخرى سيفتح اكبر متحف في استراليا ابوابه في ملبورن منتصف عام 2000. وتجري الآن عمليات بناء المتحف الذي تبلغ كلفته 263 مليون دولار استرالي 173 مليون دولار اميركي. ويعد هذا المتحف اكبر مشروع مدني تنفذه الحكومة الاسترالية العقد الجاري. وتبلغ مساحة العرض في المتحف اربعة اضعاف مساحة العرض المتوافرة في المتحف السابق. وتضم اربع قاعات رئيسية تحتوي معروضات تمثل الثقافة الاسترالية وثقافة السكان الأصليين والعلوم والتكنولوجيا والبيئة وفكر الانسان وجسمه. وسيكون المتحف مزوداً قاعة منفصلة للمعروضات السياحية ومتحفاً للأطفال ومركزاً للسكان الأصليين بو نجيلاكا. وستكون قاعة الحياة نقطة جذب محورية، حيث تعد اول قاعة لتفسير الحياة في العالم تضم غابات معتدلة مفتوحة للعناصر ولكنها محاطة بجدار من الأسلاك وسقف بفتحات تهوية. وبالاضافة الى مناطق العرض، فان المتحف مجهز ثلاثة مطاعم/ كافتيريا ومسرحاً صغيراً ومحلاً للبيع بالتجزئة ومركز دراسة ومخازن تجميع ومواقف تحت الأرض تسع 900 سيارة.