أعربت مصادر سورية رفيعة المستوى ل"الحياة" عن "الارتياح للمتابعة الجدية" للرئيس بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين أولبرايت لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقالت ان وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع سيجتمع الى اولبرايت على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة. وفي اقوى "رسالة سلام" وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الى سورية قال:"ان الرئيس السوري حافظ الاسد رجل ذو شرف وكرامة وهو قائد قوي جداً نستطيع العمل معه. في غضون ذلك، أكدت الادارة الاميركية انها تعمل منذ فترة لإيجاد "صيغة" تمكن سورية واسرائيل من استئناف المفاوضات المتوقفة منذ شباط فبراير 1996 وبأنها تتداول أفكاراً مع الجانبين من أجل ايجاد وسائل تؤدي الى تسريع التوصل الى اتفاق بعد استئناف هذه المفاوضات. ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن التعليق على أنباء مفادها ان الوزيرة مادلين اولبرايت اقترحت خلال زيارتها الأخيرة لدمشق صيغة مفادها تعليق ما تم التفاهم حوله في المفاوضات السابقة بما في ذلك خط 4 حزيران 1967 لشهور عدة، بينما يتم التفاوض وتحقيق التقدم حول المسائل الأخرى على أساس تعهد اسرائيلي ضمني بالموافقة على ما تم الاتفاق عليه سابقاً. وقال انه يرفض البحث في تفاصيل المحادثات مع السوريين والاسرائيليين نظراً الى "حساسيتها". واضاف ان الادارة "تعمل حالياً من أجل التوصل الى صيغة لاستئناف المفاوضات وايجاد وسائل لضمان تحقيق هذه المفاوضات - اذا استؤنفت - النتائج المرجوة". ويغادر الشرع الى نيويورك في 18 الجاري لإجراء اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية والمسؤولين المشاركين في اجتماع الجمعية العامة. وكانت اولبرايت اجرت السبت الماضي محادثات مع الرئيس حافظ الأسد والشرع تتعلق بسبل استئناف مفاوضات السلام. وقالت المصادر ان "الطرفين اتفقا على مواصلة الاتصالات في المرحلة المقبلة لاستئناف مفاوضات السلام" المتوقفة منذ بداية 1996. وزادت ان المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس "سيقوم بجولات بين الجانبين بعد لقاء الشرع - اولبرايت". واكدت المصادر ذاتها ان "الموقف السوري لم ولن يتغير لأنه مستند الى قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام بما يحقق الانسحاب الكامل من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967". وتطالب دمشق باستئناف المفاوضات من "حيث توقفت" مع اقرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ب"وديعة" رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين لدى ادارة الرئيس كلينتون في شأن الانسحاب الكامل من الجولان. وقالت ان: "موضوع الحدود ليس مجالاً للمناقشة وهو محسوم بالنسبة الى سورية حكومة وشعباً". من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة اجرتها معه صحيفة "جويش كرونيكل" الاسبوعية البريطانية وتنشرها في عددها الصادر اليوم "إننا لن نترك حجراً من دون ان نقلبه في الطريق نحو السلام. ان علينا ان نفعل كل ما نستطيع، واعتقد بأن بإمكاننا تقوية اسرائيل بتحقيق السلام مع سورية". وأضاف باراك ان الرئيس السوري حافظ الأسد رجل يستطيع ان يعمل معه. وقال عن الرئيس السوري: "إنه رجل يحافظ على كلمته، ورجل ذو شرف وكرامة، وهو قائد قوي جداً". وتحدث باراك بحرارة ايضاً عن اللواء حكمت الشهابي، وقال انه "شخصية تثير الاعجاب ويتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والذكاء ويعرف كل التفاصيل الدقيقية... كان منطقه كاملاً ودقيقاً... منطقه الخاص، المنطق السوري الذي يوجد ضمنه كل مكعب في مكانه بحيث تخلق الصورة التي يريدونها".