أنقرة - "الحياة"، رويترز - ردّ زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان على موقف انقرة الرافض السماح لمقاتليه بالانسحاب من تركيا سلماً وتمسكها باستسلامهم. واعتبر ان هذا الموقف غير منطقي ولا يسمح بوضع حدّ للقضية الكردية. وأبلغت مصادر مطلعة في انقرة "الحياة" امس ان الجيش التركي اتخذ اجراءات على الحدود لمنع مقاتلي الكردستاني من الانسحاب من الاراضي التركية في اتجاه ايران والعراق. حسبما تعهدوا امس. واوضحت المصادر نفسها ان انقرة لا ترغب في ان تتحول الحدود مع جارتيها الى قواعد للاكراد، ما يؤدي الى توتر العلاقات مع الدولتين الجارتين. وجاء ذلك في وقت اعلن "الجيش الشعبي لتحرير كردستان" وهو الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، عزمه امس على "اطاعة امر القائد اوجلان" والقاء السلاح والبدء بسحب قواته من تركيا اعتبارا من الاول من ايلول سبتمبر المقبل. وأكد اوجلان من سجنه في بيان نقله محاموه امس، ان توقع انقرة ان يستسلم مقاتلو حزب العمال الكردستاني امر "غير منطقي" والمضي في هذا التفكير "لن يؤدي الى وضع حد للازمة الكردية". وأضاف اوجلان في اول انتقاد علني للسياسة التركية تجاه الاكراد منذ اعتقاله، ان التساؤلات التي تدور في انقرة عن سبب عدم مطالبته مقاتليه بالاستسلام، "تصب في اتجاه جعل مهمتي السلمية اكثر صعوبة"، مشيرا الى ان هذا الطلب "غير واقعي ولا يمكن تنفيذه وسيعمق الازمة". وأشارت مصادر كردية في الخارج الى ان اللهجة التي اعتمدها اوجلان في بيانه، تدل على "شعور بالاحباط ازاء الموقف التركي المتعنت الذي تجسد بالاصرار على استسلام المقاتلين الاكراد، فضلا عن استحالة استحداث شعور بالثقة متبادل بين الجانبين"، فيما اشار مراقبون في تركيا الى ان الرأي العام المعبأ ضد الاكراد لا يتوقع من زعيمهم اقل من مطالبتهم بالقاء السلاح من دون شروط. وكان اوجلان اصدر بيانا من سجنه الثلثاء طلب فيه من حزب العمال الكردستاني "وقف الكفاح المسلح وسحب قواته الى خارج الحدود التركية".