منذ عشرين عاماً، والسينما الاميركية تعود الى "زيارة" مواضيعها القديمة نفسها، سواء كان ذلك عبر افكار جديدة او عبر اعادة النظر في افلام وافكار قديمة. موضوع واحد ظل في منأى عن ذلك، هو موضوع الحقبة الرومانية ومصارعيها ودسائس القصور فيها. وكان يقال انه من بعد "سبارتاكوس" ستانلي كوبريك، و"سقوط الامبراطورية الرومانية" لم يعد في الامكان قول المزيد. في هذه الايام يريد المخرج ريدلي سكوت ان يثبت عكس هذا. يريد ان يثبت ان ثمة مكاناً كبيراً، لدى المتفرجين، لهذا النوع من الافلام. ومن هنا نراه منكباً على وضع اللمسات النهائية لفيلمه الجديد "المصارع" الذي صوّره بأكمله في جزيرة مالطا. وهو الفيلم الذي يعتبر صاحب اضخم ميزانية قدمتها شركة "دريم ووركي" حتى الآن. وأحداث المصارع تدور في حوالي العام 180 ق. م. حين توفي ماركوس اوريليوس تاركاً امبراطوريته بين يدي ابنه القاسي كومود، الذي كان همّه الاساسي، استعباد الشعب وإذلاله، عبر ترتيب حفلات المصارعة العنيفة الحيّة، من دون ان يعرف ان الاقوى والاعنف والاكثر شعبية بين القاتلين، ويدعى ماكسيموس، كان يرتّب في الخفاء، وعبر لعبة مصارعة عنيفة، انتقاماً من الامبراطور الشاب الذي كان قد باعه في صباه عبداً بعد ان أجهز على عائلته كلها. ريدلي سكوت، الذي يفخر بأنه، في سبيل هذا الفيلم، جعل شركة دريم ووركي تدفع 100 مليون دولار، قال ان فيلمه قريب في مضمونه من فيلم "سبارتاكوس" حيث انه يحمل رسالة سياسية تقول: "خذوا حذركم دائماً من الطغاة الذين يرفهون عن شعوبهم، لكي يتمكنوا من حكمهم بشكل أفضل". الادوار الرئيسية في الفيلم يقوم بها ريتشارد هاريس وراسل كراو وجواكم فونيكس. وصوّرت بعض مشاهد الفيلم في المغرب العام الفائت.