تصاعدت حدة المواجهة في إيران بين أنصار الرئيس محمد خاتمي ومرشد الجمهورية آية الله على خامنئي، وأعلن قائد "الحرس الثوري" دعمه برنامج خاتمي، فيما وجه قادة عسكريون رسالة إلى خامنئي أعلنوا فيها دعمهم له في مواجهة "أعداء الثورة". وطالب أنصار حزب الله ب"صلاحيات ثورية" لدخول البيوت والمكاتب والمحلات التجارية لملاحقة الليبراليين. وأحيلت صحيفتين متشددتين إلى القضاء لنشرهما رسالة من قادة في "الحرس الثوري" يهددونه فيها ب"التحرك" ضد حكومته إذا لم يتخذ اجراءات حازمة ضد المتظاهرين. صفوي وأكد الجنرال يحيى رحيم صفوي قائد قوات "الحرس الثوري" باسداران أنه دعم خاتمي. وذكرت وكالة الأنباء الايرانية نقلاً عن صفوي ان "الباسدران لطالما دعموا خاتمي ولن يسكتوا عن الاساءة الى دور ومكانة الرئاسة". وكانت الصحف الايرانية أوردت الاثنين ان 24 ضابطاً كبيراً من حراس الثورة الذين وضعوا بأمرة مرشد الثورة آية الله علي خامنئي، وجهوا خلال التظاهرات تحذيراً لا سابق له الى خاتمي دعوه فيه الى اتخاذ "قرارات ثورية" بعد حركة الاحتجاج الطلابية التي هزت البلاد. وأكد الضباط "لقد فرغ صبرنا ... ازاء ما يحصل في البلاد". وأضافت الوكالة ان الجنرال صفوي الذي كان يتحدث الى مجموعة من ميليشيات الاسلامييين المتطوعين باسيج الذين انضموا الى الباسدران وصف الرئيس خاتمي بأنه "ركن النظام السياسي الحالي في ايران". وأكد المسؤول العسكري وهو يشير الى الحوادث التي تلت الهجوم ضد مخيم في طهران في 8 تموز يوليو ان "الاسئلة المتعلقة بهذه الاضطرابات تبقى من دون جواب"، ووعد بأن "يقدم الى الشعب العناصر المسؤولة عن الفوضى". ونوه بدور الميليشيات في المحافظة على الامن وفي قدرتهم على "افشال مؤامرات" مناهضي الثورة الذين يدعمهم الاستكبار العالمي مالياً والنظام الصهيوني". يذكر ان الباسيج يشكلون جهازاً شبه عسكري انشئ بأمر من الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية في بداية الحرب الايرانية - العراقية في 1980 من أجل تنظيم مقاومة شعبية ضد هجمات الوحدات العراقية وطردها من المدن الايرانيةالمحتلة في الاقاليم الغربية من البلاد. وارسل عدد من القادة العسكريين رسالة إلى خامنئي، جددوا فيها دعمهم له، واعتبروا أن صمتهم عمّا يجري في البلاد ليس غفلة منهم ولا انحيازاً إلى أي جناح سياسي بعينه، بل "بدافع الحرص على الوحدة ودعم مواقف الدولة في أداء مسؤولياتها". وذكرت صحف إيرانية أن رئيس القضاء استدعى مديري صحيفتين للمثول أمام المحكمة لنشرهما رسالة سرية تنتقد خاتمي. وأضافت صحيفة "اريا" وصحف أخرى إن رئيس إدارة القضاء علي راضيني أصدر الخميس أمراً بأن يمثل مديرا صحيفة "كيهان" المتشددة، ورئيس صحيفة "جازان" اليومية أمام المحكمة في غضون ثلاثة أيام بتهمة انتهاك قانون الصحافة. وتملك المحكمة سلطة وقف الصحف والزام ناشريها بدفع غرامات أو حبسهم. وأضافت "اريا" ان صحيفة "الجمهورية الإسلامية" نشرت الرسالة، ولم تستدع للمثول أمام القضاء، لأن رئيسها رجل دين ولا بد ان تنظر محكمة رجال الدين الخاصة في هذه القضية. وتقدمت وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي الاربعاء بشكاوى ضد هذه الصحف بعدما نشرت خطاباً للحرس الثوري انتقد فيه ضباط بارزون خاتمي. من جهتهم، أصدر أنصار حزب الله بيانا"نشروه في صحيفتتهم "يا لتارات الحسين"، وجهوا فيه نداء إلى "المسؤولين" لتسليحهم واعطائهم "صلاحيات ثورية" لملاحقة "أعداء الثورة والإسلام". وأضاف البيان ان مشروعاً لتسليح الحزب ما زال في حوزة مجلس الأمن القومي "للدراسة منذ عشر سنوات وحان الوقت لإقراره". وهدد حزب الله بملاحقة "أعداء الثورة والليبراليين إلى ان يقضى عليهم". لأنهم "يشبهون الحية السامة التي اذا لم يقض عليها نهائياً تعود إلى الحياة وتشكل خطراً على المجتمع". من جهته، قال خاتمي في رسالة مفتوحة إلى أحد أنصاره الشباب إنه عازم على العمل من أجل حقوق أفراد شعبه وحريتهم على رغم الانتكاسات الناجمة عن الاضطرابات التي وقعت في شوارع طهران. وأضاف خاتمي في رسالة بعثها إلى عضو في الميليشيا الإسلامية "التزم بقوة بقسمي أمام الله وشعبي للدفاع عن كرامته وحريته وحقوقه". وجاءت هذه الرسالة رداً على أخرى بعثها الشاب استهلها بعبارة "أيها السيد من فضلك ابتسم مرة أخرى". وأضاف خاتمي في رسالته: "على رغم انشغالي وشعوري بالأسى، فإنني لم افقد الأمل ولم أشعر بعجز أو بوهن في هذا الطريق الشاق". واردف: "لا جدوى من محاولات أعداء الدين والحرية ومن يقفون في طريق كرامة هذه الدولة ومجدها واستقلالها وتقدمها". واستطرد: "ستخفت هذه الزوابع التي لا جذور لها وستطلع من جديد شمس الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية أكثر اشراقاً مما كانت على رغم كل المفارقات والنوايا السيئة والأحقاد".