تبرعت نقابة الفنانين الأردنيين بعشر فرشات لأعضاء رابطة الكتّاب الأردنيين المضربين عن الطعام احتجاجاً على تعطلهم عن العمل، فيما يواصل عشرة أطباء متابعة الأوضاع الصحية للمضربين الذين اصيب اثنان منهم بانهيار ادخلا على أثره المستشفى. ويعبر تبرع نقابة الفنانين عن "الحالة التضامنية" مع الكتّاب المضربين والتي تسهم في استمرار الاضراب من دون التوصل إلى حل بخصوص مطالب المضربين. وأعلن نائب رئيس الرابطة موفق محادين، وهو أحد المضربين، عن انضمام خمسة كتّاب آخرين إضافة إلى الأحد عشر كاتباً الذين بدأوا اضرابهم يوم السبت الماضي، مشيراً إلى ان بعض اعضاء الرابطة العاطلين عن العمل، والبالغ عددهم 26 عضواً، لم يشاركوا في الاضراب نظراً إلى سوء حالهم الصحية. ولا يزال عضو الرابطة حسين حسنين في وضع صحي "متوسط" بعد ادخاله المستشفى أول من أمس، فيما تحسنت حال الشاعر عمر أبو الهيجاء واخرج من المستشفى. واعتبر محادين ان الحكومة "ترفض تعيين أعضاء رابطة الكتّاب نظراً إلى مواقفهم المعارضة للتطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني"، فيما توفر أكثر من وظيفة للذين يمالئون سياساتها. وسألت "الحياة" محادين كيف يطلب وظيفة من الحكومة ويعارضها في الوقت نفسه، فأجاب: "شعارنا نعم لحق العمل وحق التعبير عن الرأي معاً"، موضحاً ان الرابطة "ليست حزباً سياسياً معارضاً". وتواصل الحكومة الأردنية صمتها حيال هذا الاضراب، إلا أن محادين يؤكد أنها في النهاية مضطرة "للتجاوب معهم" بعد الازعاج الاعلامي الذي سببوه، مشيراً إلى أنهم اختاروا توقيتاً مدروساً، إذ يعقد في غضون الاضراب مهرجان جرش للثقافة والفنون ويليه مهرجان الفحيص ثم الدورة الرياضية العربية. وأوضح محادين ان الاتحاد العام للادباء والكتّاب العرب سيبحث في موضوع الكتّاب المضربين في اجتماعه اليوم في طرابلس ليبيا. وعلى رغم التضامن الواسع مع الكتّاب المضربين من سائر الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، إلا أن الأوساط الثقافية لا تبدي تفاؤلاً بموقف الحكومة. وفي رسم كاريكاتيري للفنان عماد حجاج، ظهر حارس رابطة الكتّاب يتابع صفحة الأبراج في الجريدة التي كان عنوانها الأساسي "مصرع جميع أعضاء رابطة الكتّاب نتيجة اضرابهم عن الطعام"، وفي الجريدة ذاتها يعلن رئيس الحكومة في ذلك اليوم "عطلة رسمية تسهيلاً على المواطنين" فيما تضع وزارة الثقافة "خطة لانشاء مقبرة دائمة للكتّاب". إلا أن نائب رئيس الرابطة موفق محادين لا يتوقع النهاية المأسوية التي يذهب إليها الكاريكاتير، موضحاً ان الأطباء أكدوا لهم ان السوائل التي يتناولها المضربون كافية لابقائهم على قيد الحياة. وزاد: "ثمة عشرة أطباء مشرفون على أوضاعنا وهم يتعاملون مع الحالات الطارئة، كما حصل مع العضوين اللذين انهارا". وتقلل مصادر ثقافية من المستوى الابداعي لكثير من أعضاء رابطة الكتّاب الأردنيين الذين دخل عدد منهم إلى الرابطة لاعتبارات "سياسية لا ثقافية في مرحلة الأحكام العرفية عندما كانت الرابطة منبراً للأحزاب المحظورة". ويرفض محادين هذه التهمة مع تأكيده "الشرط الابداعي في قبول الأعضاء". وأشار إلى أن الرابطة لم تكن تشدد على هذا الشرط في السابق. وتخشى الحكومة الأردنية التعامل مع الكتّاب المضربين لئلا يشكلوا سابقة للعاطلين عن العمل الذين تصل نسبتهم، حسب الاحصاءات الحكومية، إلى 10 في المئة، وحسب احصاءات أكاديمية 27 في المئة.