قبل ثلاثة أيام من وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت الى الشرق الاوسط في محاولة لدفع عملية السلام الى أمام، صعّدت اسرائيل امس اعتداءاتها على جنوبلبنان براً وجواً، ما ادى الى جرح ثمانية مواطنين في بلدات المنصوري وياطر القطاع الغربي وفي يحمر الشقيف في منطقة النبطية، وبين الجرحى عائلة من أب وأم وطفلهما. واللافت ان اسرائيل استخدمت في عدوانها الذي شكل خرقاً لتفاهم نيسان أبريل، قذائف مسمارية محرّمة دولياً، في وقت يجري التحقيق في سقوط ثلاث قذائف استهدفت موقعاً للوحدة الفنلندية العاملة في اطار القوات الدولية في الجنوب راجع ص4. وانفجرت فجر امس ثلاث عبوات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا، أدت الى جرح ثلاثة من عناصر حركة "فتح" اللجنة المركزية التابعة للرئيس ياسر عرفات، بينهم شقيقا الرائد جمال زيدان، مسؤول وحدة "شهداء شاتيلا" التي شكلت في اطار الترتيبات الاخيرة ل"فتح". واعتبرت مصادر فلسطينية في المخيم ان "واضعي العبوات ارادوا زرع الفتنة وتهديد الاستقرار تمهيداً لافتعال مشكلة مع الجوار" اي مدينة صيدا. وقالت ل"الحياة" ان الجهة التي ما زالت مجهولة وزّعت العبوات على مركز ل"فتح" ومحلين تجاريين احدهما يستثمره سوريون لا ارتباطات سياسية لهم، والثاني يديره فلسطيني ينتمي الى تنظيم "عصبة الانصار" الذي يتزعمه أحمد عبدالكريم السعدي الملقب ب"أبو محجن" والفارّ من العدالة، المحكوم من القضاء اللبناني بالاعدام في جريمة اغتيال الرئيس السابق ل"جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية" الشيخ نزار الحلبي. ولفتت الى ان العبوات من صنع محلي تهدف الى توجيه رسائل سياسية أكثر من التدمير نظراً الى قدرتها التفجيرية المحدودة. وتابعت: "أُريد منها زجّ الفصائل الفلسطينية في المخيم في صراع دموي". وأكدت ان "الكفاح المسلح الفلسطيني بادر الى التحرك بالتعاون مع وجهاء المخيم في اتجاه كل الاطراف" التي تعاملت مع الانفجارات باعتبارها مشبوهة، وان أهدافها باتت معروفة، الأمر الذي لم يحدث توتراً خلافاً لحوادث التفجير السابقة التي اعقبها استنفار واطلاق نار. وعقد تحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية وفعاليات المخيم اجتماعاً طارئاً تمهيداً للقاء موسع ستتخذ فيه تدابير احترازية لقطع الطريق على محاولات ارباك للمخيم. ودان المجتمعون هذه "الاعمال المشبوهة"، وحمّلوا اسرائيل مسؤوليتها مؤكدين رفضهم الاقتتال الفلسطيني.