كرّم حزب «الوطنيين الأحرار» أمس الكاردينال نصرالله صفير في احتفال اقيم في المدرسة المركزية في جونيه التي عمل فيها صفير سابقاً مدرّساً لمادة الترجمة، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية. وتحدث نائب رئيس حركة «التجدد الديموقراطي» النائب السابق مصباح الأحدب عن صفير، وقال انه «فتح أبواب بكركي أمام الجميع حتى الذين كانوا ضد رأيه وخطه، كان المبشر والراعي لثورة الاستقلال الثاني، ونداء المطارنة الموارنة في عام 2000 أسس لثورة الأرز». وأضاف: «نحن اليوم في خضم الربيع العربي حيث الكلام عن حماية المواطن العربي من أي دين كان ولأي طائفة انتمى والجميع يعرف موقفكم في هذا الإطار ووقوفكم في وجه الظلم والطغيان والإجرام، والجميع يعرف أنكم زرعتم بذور هذا الربيع، فالنظام الذي كنا نواجهه قال بعد صدور نداء المطارنة إن المسيحيين أقلية وموقف المطارنة يعبّر عن قلة من هذه الأقلية، واليوم نرى ماذا يجري بهذا النظام الذي يقوم على فكر الأقلية». وألقى علي حمادة كلمة النائب مروان حماده في الاحتفال، فاعتبر «أن صفير بطركه على رغم كونه درزياً»، مشيداً بمواقفه طيلة مسيرته وب «النضال المشترك لإخراج الاحتلال السوري من لبنان والتصدي لنظام قتلة الأطفال في سورية وقتلة رجال الاستقلال في لبنان». وأكد رئيس «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أن صفير «من سلسلة البطاركة الكبار، واختصر تاريخ الكنيسة على رغم أن ولايته بدأت في ظروف قاسية وأصبح مهدداً في ظل المحاولات لتطويق بكركي، واستهدافه بسهام الأقربين والأبعدين، فلم يرضخ للضغوط وتسلح بثوابت بكركي الموافقة لثوابت لبنان ورفض الوصاية وكان المؤسس لثورة الأرز وما تبعها من إنجازات وطنية». وأضاف: «يصح القول إنه البطريرك النموذج، فلم يستسلم يوماً ولم يخضع للترهيب ولم يغادر الساحة بل كان أكثر حضوراً كلما ارتفعت وتيرة التهديدات، ولا أحد منا ينسى وقفاته التاريخية، فهو مدرسة لجميع اللبنانيين الذين يشهدون للحق وللمدافعين عن الحقيقة». وأخيراً، صعد صفير الى المسرح وتسلّم من شمعون درعاً تكريمية «عربون وفاء ومحبة». وقال: «رئيس الجمهورية الراحل كميل شمعون ترك اسماً وإنجازات كثيرة يذكرها له التاريخ، وما زال حتى اليوم يذكر بأعماله التي عادت بالخير على لبنان». وأكد «أن التاريخ تواصل بين الماضي والحاضر، ومن واجب كل جيل أن يكثف ما تركه له السلف الصالح وعليه واجب إغنائه لكي يستفيد منه من يأتي بعده، وهكذا يستفيد الوطن من أبنائه وما تركوه له». وقال انه لم يقم إلا بواجبه، معتبراً «أنه حتى في أثناء القيام بواجبه قصّر في القيام ببعض ما كان يجب عليه فعله».