تجدد امس التجاذب بين الجزائر والمغرب في شأن الوضع الامني على الحدود بين البلدين. وشنّت وسائل اعلام جزائرية حملة على وزير العمل الناطق باسم الحكومة المغربية السيد خالد عليوة بسب نفيه اعتقال الرباط مجموعة من المتسللين الجزائريين يُشتبه في تورطهم بمجزرة في ولاية بشار الحدودية. لكن عليوة تمسك امس، في مقابلة مع "الحياة"، بنفي تسلل الجزائريين، ودعا من لديه دليل على عدم صحة النفي الى تقديمه. وهذه هي المرة الاولى منذ وصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى الحكم في نيسان ابريل الماضي، تُسجل حملة في الجزائر على الحكومة المغربية راجع ص6. وجدد السيد خالد عليوة امس نفيه التام تسلل جزائريين الى الاراضي المغربية. وقال في اتصال اجرته "الحياة": "ليس هناك اي جزائري تسلل الى المغرب، ولا ارتباط للمغرب بالاحداث التي تجري في الجزائر"، في اشارة الى اعمال العنف التي تنسب الى متشددين اسلاميين. وزاد ان الحكومة المغربية برئاسة السيد عبدالرحمن اليوسفي كذّبت التسلل "ومن لديه تأكيد في هذا الشأن أو دلائل فليطرحها". وأكد ان فتح الحدود بين المغرب والجزائر "مسألة تقنية". واضاف انه منذ طرح هذه المسألة "قلنا ان الامر يتعلق بترتيبات تقنية وليس نتيجة قرار سياسي". واوضح ان قرار اغلاق الحدود صيف 1994 وفرض التأشيرة كان مصدره قرار سياسي. لافتاً الى ان المغرب ليس لديه اي اعتراض على فتح الحدود "وكنا السبّاقين الى المطالبة بذلك، منذ تسلّم اليوسفي رئاسة الحكومة في آذار مارس الماضي". وزاد ان اليوسفي عندما تحدث عن معاودة فتح الحدود كان رد الجزائر ان القضية تتطلب معالجة شمولية "المقاربة الشاملة" للعلاقات بين البلدين. وأكد الناطق باسم الحكومة المغربية ان موقف بلاده واضح في العلاقة مع الجزائر "على اساس حسن الجوار"، مكرراً ان المغرب "راغب في فتح الحدود". وعن الانتقادات التي وجهتها الصحافة الجزائرية اليه بسبب كلامه على "ترتيبات تقنية" قبل فتح الحدود، قال عليوة ان كلامه مطابق لكلام الرئيس بوتفليقة الذي كان اعلن ان مسألة فتح الحدود ترتبط باجراءات تقنية. وزاد ان لدى المغرب "ارادة ثابتة" في هذا المجال، مؤكداً ان تأخر فتح الحدود "يرتبط، كما قال الرئيس الجزائري، بأمور تقنية وليست سياسية". وعلّق على موقف الصحافة الجزائرية قائلاً: "يبدو انها لا تتابع الاحداث". لكنه اضاف انه لا يعلّق على كلام الصحف وانما على مسائل رسمية. وذكر عليوة ان التطورات الاخيرة لن تؤثر في مسار العلاقات المغربية - الجزائرية بخاصة ما يرتبط بمعاودة فتح الحدود. واشار الى ان الظروف بين البلدين "تكتمل والمسألة مرتبطة بجدول زمني والمغرب لا يزال يعيش فترة حداد". وعبّر عن اعتقاده بضرورة استمرار الجو الايجابي وجو التشاور والحوار و"الذهاب بخطوات ثابتة نحو تسوية الأوضاع"، مجدداً رغبة بلاده الأكيدة في "تسوية العلاقات مع الجزائر" ومذكراً بالخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس لمناسبة جلوسه على العرش في الثلاثين من الشهر الماضي، والذي "كان فيه الرئيس بوتفليقة الشخصية الدولية الوحيدة التي أشار اليها الملك". وشدد عليوة على أن لا رغبة للمغرب في التدخل في شؤون الجزائر، وقال: "نحن لا نتدخل في أوضاع الجزائر اما الصحافة فهي حرة وتقول ما تريد". وسئل عن مشاركة وزير المجاهدين الجزائري السيد سعيد عبادو في المؤتمر العاشر لجبهة "بوليساريو"، فأجاب: "يظهر أنها سياسة داخلية جزائرية لا نعلّق عليها". ونبه الى أن المغرب يضع مسألة تسوية العلاقات الثنائية في المقدمة على أساس المضي في النهوض بأوضاع اتحاد المغرب العربي، مشيراً الى ان قضية الصحراء موضوع من اختصاص الأممالمتحدة و"المغرب ملتزم مقتضيات اتفاق هيوستن للسلام، وماضٍ في خطة التسوية". وعن تهديد زعيم "بوليساريو" بمعاودة العنف، قال عليوة ان هذا الموقف "يؤكد أن ليست هناك إرادة لدى الجانب الآخر للمضي في خطة التسوية".