عاد المستشار الالماني غيرهارد شرودر من إجازته الصيفية في ايطاليا ليتابع مهام عمله على رأس الحكومة الألمانية اعتباراً من بعد ظهر امس، ولكن من برلين هذه المرة بدلاً من بون. وبذلك يبدأ رسمياً حكم البلاد من العاصمة القديمة، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية قبل أكثر من خمسين عاماً. وسبق المستشار في الانتقال الى المدينة التي أوشكت على توديع فصل الصيف عدد من أعضاء حكومته وفي مقدمهم وزير خارجيته يوشكا فيشر الذي بدأ عمله قبل الظهر. ومن المفارقات ان كلاً من فيشر وشرودر سيبدأ ممارسة مهامه من المقرات الرسمية للسلطات الالمانية الشرقية سابقاً. فمكتب الوزير يقع في مقر للحزب الشيوعي الحاكم سابقاً في المانياالشرقية. أما مكتب المستشار فيقع في مقر مجلس الدولة حيث تربع اريك هونيكر على رأس السلطة آنذاك. وسيستمر الرجلان وغيرهما من أعضاء الحكومة والمسؤولين في العمل في هذه المكاتب الى ان يتم انجاز المقار الحكومية الجديدة خلال السنوات القليلة المقبلة. وأمام مقر المستشارية الجديد مقر رئيس المانيا الديموقراطية سابقاً، رحب عمدة برلين ايبرهارد ديبغن بشرودر متمنياً له التوفيق في عمله انطلاقاً من المدينة التي انتظرت بفارغ الصبر انتقال مركز القرار اليها. ودعا ديبغن الحكومة الاتحادية الى أداء دورها في توحيد المدينة التي عانت من تقسيم البلاد بشكل لا مثيل له في التاريخ المعاصر. وأ ضاف: "إننا ومن هذا المكان الذي أعلن فيه عن المانيا اشتراكية المقصود المانياالشرقية سابقاً ننشد ألمانيا ديموقراطية عاصمتها برلين الموحدة". ومن جهة خرى، عبر المستشار عن سعادته بالانتقال الى برلين التي ستصبح من أهم عواصم العالم السياسية والثقافية، حسب تعبيره. وسينبع دورها ايضاً كونها المدينة التي ستشكل جسراً بين الشرق والغرب. كما عبر عن شكره للألمان الشرقيين الذين مكنوا البلاد من اعادة توحيد نفسها بفضل صمودهم وصبرهم. ولم ينسَ توجيه الشكر الى زعماء العالم الذين ساندوا اعادة التوحيد وفي مقدمهم ميخائيل غورباتشوف وجورج بوش وفرنسوا ميتران. البرلينيون من جهتهم، ينتظرون المستشار وحكومته حاملين كماً من المشاكل على حد تعبير أحدهم. فتفعيل القرارات المتعلقة بالتقشف الحكومي وادخال التعديلات على النظام الضريبي ومكافحة البطالة، ليست سوى سلسلة من القضايا التي تتطلب المزيد من السهر وحسن الأداء. وقال آخر: "إننا ننتظر القرارات التي من شأنها الوفاء بالوعود التي قطعها شرودر وجماعته قبل انتخابهم". وتأتي في مقدمها مكافحة البطالة التي تعتبر برلين من أكثر المقاطعات الألمانية معاناة منها". ولن يطول تمتع المستشار بالمراسم الاحتفالية، إذ ينتظره العمل بعد بضع ساعات على وصوله. وسيبدأه عند المساء بلقاء رؤساء الكتل النيابية في البرلمان الاتحادي.