تتّجه الأنظار اليوم الى مقر نقابة الصحافة اللبنانية التي تستضيف الاجتماع الاستثنائي الموسع لنقابتي الصحافة والمحررين بدعوة من النقيبين محمد البعلبكي وملحم كرم للتداول في الملاحقات الجارية في حقّ عدد من الزملاء الصحافيين واتخاذ موقف تضامني يتجاوز الطلب بوقف الملاحقة الى التأكيد على صون الحريات العامة وفي مقدمها حرية الصحافة وضرورة تنظيم علاقتها بالسلطة التنفيذية على نحو يؤمن التعاون من ضمن الاحترام المتبادل، وصولاً الى الدعوة لاصدار عفو عام عن جرائم المطبوعات خصوصاً وان معظمها تعتبر ساقطة بمرور الزمن. في معلومات "الحياة" انه سيكون لنقابتي الصحافة والمحررين موقف لا يقبل الجدل في شأن حماية الصحافيين من التشهير على غرار ما حصل لدى الادعاء على الرئيس السابق لمجلس ادارة تلفزيون لبنان فؤاد نعيم وعضوي مجلس الادارة السابقين ابراهيم فهيم الخوري ووليد شقير. وعشية الاجتماع المنتظر، توالت اتصالات الدعم والتأييد من قبل شخصيات عربية ولبنانية بالنقيب كرم الذي استغرب ما روّج له امس من ان هناك من يعمل على تحييده وزميله البعلبكي بذريعة الفصل بين الملاحقة التي تتناول نقيب المحررين وتلك التي تتناول رئيس واعضاء المجلس السابق لتلفزيون لبنان. وأكد كرم ل"الحياة" ان الموضوع يعني النقابتين وان لا شيء شخصي لديه، وان ما يهمه الدفاع عن الحريات الاعلامية نافياً ان يكون هناك من اتصل به بهدف تحييده ومشيراً الى ان لقاءاته لكبار المسؤولين كانت واضحة الاسباب لجهة وقف الملاحقات القضائية وبالتالي لا مجال للدخول في سجال حيال موضوع ما هو الا من نسج الخيال. وأعلن اتحاد الصحافيين العرب تضامنه الكامل مع النقيب كرم وزملائه ودعم موقفهم في التحقيقات الجارية ورفض محاولات تشويه حرية الصحافة في لبنان. وأصدر رئيس الاتحاد ابراهيم نافع بياناً عبّر فيه عن قلقه الشديد "من المحاولات الرامية الى تضييق الخناق على الصحافة والاعلام في لبنان، ومنها الادعاء على كرم وعدد من الصحافيين". واضاف "على رغم ايماننا بان القضاء العادل هو الملجأ والحكم الشريف في أي قضية أو ادعاء، الا ان محاولات الاستغلال السياسي والشخصي تسيء الى مسيرة الديموقراطية وهو ما نربأ بلبنان وطن الحرية والديموقراطية ان يقع فيه". وقال "اننا على ثقة ان رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص صاحب التاريخ المشرف، لن يقبل الزجّ بالصحافيين في دهاليز المحاكمات زوراً وانتقاماً وسينحاز الى حرية الصحافة وأمن الصحافيين. وكان نافع اتصل بالنقيب كرم وكلفه "ان يتصرف باسم رئيس الاتحاد والاتحاد في كل ما يتعلق بالملاحقات ضد الصحافيين، على ان يلتزم الاتحاد بأي موقف يتخذه خصوصاً وانه نائب لرئيس الاتحاد". وتلقى كرم اتصالات من النائب السوري نقيب الصحافيين السوريين نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب الدكتور صابر فلحوط الذين أعلن "تضامنه مع ما تتخذه النقابة لصيانة حرية وكرامة وحقوق الصحافيين". واتصل متضامناً وكيل وزارة الاعلام في الكويت فيصل الحجي والوزيران اللبنانيان السابقان فارس بويز وميشال اده. وأفاد بيان صدر عن كرم انه تلقى اتصالات من مسؤولين نقابيين وصحافيين في دول الخليج أكدوا تضامنهم معه ومع الزملاء شقير والخوري وجميل مروة وبول سالم و"الحوادث" و"لا ريفي دي ليبان". وشكر كرم "هذا الفيض من التعاطف والمحبة الذي يلقاه الصحافيون والصحافة". وقال "ان اجماع الاسرة الصحافية اللبنانية على موقف الكرامة والدفاع عن الحق شاهد على سلامة النهج الصحافي ونقل مسعاه واننا ندعو الى سرعة حسم القضايا القانونية العالقة، فلا نريد تسويفاً وتأجيلاً ليقيننا ببراءة اخواننا ولنمارس حقنا في مقاضاة الذين لاحقونا من دون وجه حق بعدما تثبت براءتنا". وأكد "ان احدا مهماً سما شأنه لا يستطيع ان ينال من الصحافة تعسفاً وظلماً فللصحافيين رب يحميهم وشعب يتعاطف معهم أسرة متماسكة تتصدّى لكل مواجهة وان اجتماع الغد اليوم سيكون الموقف الواضح والكلمة الثابتة والنهج المهني العنيد بالحق والحق كالبدر لا يبتلعه الكسوف". "التقدمي" وأكد المستشار السياسي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي غازي العريضي على ضرورة التحصّن لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. وقال "يتكرر يومياً أننا حققنا إنجازاً كبيراً، بإسقاط قرار حظر التظاهر". وسأل "أين هي الترجمة العملية لهذه الشعارات والوعود؟ فما معنى ان يتخذ قرار بالسماح للجميع بالتظاهر والتعبير عن الرأي، ثم يُهدد اساتذة التعليم الثانوي بالصرف، لانهم أعلنوا إضراباً؟". واضاف "في السياق نفسه، تأتي مشكلتهم مع الإعلام، الناجمة عن مشكلتهم مع أنفسهم، لانهم لا يتحمّلون كلمة أو نقداً، منهم أصحاب السلطة، وأصحاب القرار والنفوذ، لذلك هم يهددون الاعلاميين ويطاول هذا التهديد أشرف الإعلاميين في لبنان الذين واجهوا الاسرائىلي بأقلامهم وأفكارهم ومقالاتهم وتعليقاتهم وبحثهم اليوميّ عن الحقيقة. وعانوا ما عانوه أثناء حصار بيروت وواكبوا قرار القيادة الوطنية العليا التي تجسّدت آنذاك بوليد جنبلاط والاحزاب الوطنية والتقدمية، وبالتنسيق مع سورية، هؤلاء يطاردون اليوم وسيشهّر بسمعتهم، فيما رموز السابع عشر من ايار مايو في السياسة وفي الصحافة يحظون بالحماية الكاملة". وتابع "لقد وصلنا بالامس الى انهم اتهموا نقيب المحررين ملحم كرم وهو في وسائل إعلامه وقلمه ولسانه من غلاة المدافعين عن الحكم والحكومة. لماذا؟ لانه كنقيب للمحررين وقف الى جانب بعض الاعلاميين في مجلس ادارة تلفزيون لبنان السابق". وسأل "ألا يستدعي ذلك وقفة تأملية؟ وهل مثل هذا المناخ يساعد على تعزيز الثقة بلبنان؟" ورأى السيد توفيق سلطان انه بعد تسعة اشهر على اعتذار الرئيس رفيق الحريري عن عدم تشكيل حكومة العهد الاولى ثبت في الواقع الملموس بأنه محور الحياة السياسية في البلد"، لافتاً الى "ان صورة له في الخارج تقيم الدنيا ولا تقعدها. وزيارة الى بلد تحرك الملفات". وقال "لم نكن في حاجة الى الملفات المحالة سياسياً الى القضاء التي طالت رموزاً بارزة في الاعلام ولا الى تأكيد مراقبة الهاتف وقبلها ملاحقة وتشويه سمعة لأركان بارزة في الحياة السياسية والاقتصادية حتى نتأكد بأن الحياة الديموقراطية والحريات العامة بأزمة". ودعا المجلس النيابي ان يضع يده على الامور ويصوب المسيرة ويحمي الحريات العامة التي كفلها الدستور لان الوضع القلق بات على كل شفة ولسان في الداخل والخارج".