توفي في موسكو امس بعد مرض عضال نائب وزير الخارجية الروسي فيكتور بوسوفاليوك الذي كان مسؤولاً عن ملف الشرق الأوسط لسنوات طويلة، وتولى عدداً من المهمات كمبعوث خاص للرئيس بوريس يلتسن في المنطقة. كان بوسوفاليوك يجيد اللغة العربية التي درسها في معهد شعوب آسيا وافريقيا التابع لجامعة موسكو، وبعد تخرجه عمل ديبلوماسياً في عدد من البلدان العربية، منها اليمن وسورية والعراق، وغدا أول سفير للاتحاد السوفياتي في مسقط، ثم نقل الى بغداد سفيراً حيث اضطلع بمهمة صعبة اثناء حرب الخليج الثانية. واثر استدعائه الى موسكو كلف ادارة قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ثم أصبح نائباً لوزير الخارجية، مبعوثاً خاصاً لرئيس الدولة. ارتبط بوسوفاليوك بصلات شخصية واسعة مع كثيرين من القادة ووزراء الخارجية العرب، ولعب دوراً مهماً في احتواء مشاكل ملتهبة ومعالجتها، ومن أبرزها التوصل الى تسوية لاحتواء أزمة كانون الأول ديسمبر 1998 بين العراق والولايات المتحدة، وكان أمضى في بغداد زهاء شهرين لإيجاد حلول مقبولة للطرفين. كما تولى بوسوفاليوك مهمات خاصة غير معلنة، نجح في احداها في إقامة صلات مع "حزب الله" لمنع التصعيد في الجنوب اللبناني. وكان نائب الوزير من كتاب "الحياة"، نشر فيها عدداً من الدراسات والمقالات التي أوضح فيها سياسة بلاده حيال المعضلات الكبرى في الشرق الأوسط وافغانستان وايران، وكذلك استراتيجية موسكو في الشؤون الدولية. والى جانب احترافه الديبلوماسية، كان بوسوفاليوك ذا مواهب عديدة، اذ تخرج في مدرسة عليا للموسيقى، وكان يكتب كلمات ويضع ألحان أغانٍ أداها بنفسه، وصدر بعضها في ألبومين انتشرا على نطاق واسع في روسيا. وحتى إصابته بمرض السرطان صيف 1998، كان بوسوفاليوك لا يتوانى عن المشاركة في مباريات اسبوعية لكرة القدم، تنظمها وزارة الخارجية والحكومة الروسية. سيدفن جثمان بوسوفاليوك غداً، ولكن لم يتحدد بعد من سيخلفه في إدارة ملف الشرق الأوسط. وعلمت "الحياة" من مصادر في وزارة الخارجية ان القيادة السياسية ستدرس عدداً من الاسماء، أبرزها أندريه فدوفين السفير الحالي في ستراسبورغ، الذي كان قبل تعيينه في هذا المنصب مديراً عاماً لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية.