أبدى رئيس الجمهورية إميل لحود تفاؤله بالأوضاع في لبنان "على رغم الصعوبات والإحتلال الإسرائيلي"، معاهداً على "تنفيذ خطاب القسم واستمرار المسيرة التي لن توقفها الصعاب". وجاء هذا الموقف بعد السجال القائم منذ أسابيع بين الحكومة والمعارضة، والذي احتدّت المواقف خلاله، علماً أن لحود التقى أمس رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي عبّرت أوساطه عن "ارتياحها" إلى أجواء الإجتماع "الحوارية المفيدة". وبرزت دعوات داخلية إلى التهدئة والترفّع عن الحساسيات أبرزها من رئىس المجلس النيابي نبيه بري إلتقى الرئىس لحود أمس وفداً من أهالي رأس النبع بيروت، مسترجعاً وأعضاءه "ذكريات خاصة وجميلة في هذه المنطقة التي انشئت فيها أول منازل للضباط". وقال امامه "آمنت طول عمري بأن لبنان لجميع أبنائه وأن عاصمته بيروت عاصمة العرب جميعاً، وأنا فخور أنني أمضيت طفولتي في زقاق البلاط ومنزلي في الروشة، وأول منزل لي كضابط كان في منطقة الكبوشية". وأضاف "على رغم الصعوبات والإحتلال الإسرائيلي، نرى أملاً كبيراً ببناء دولة بكل ما للكلمة من معنى، دولة القانون والحق والقضاء المستقل والعادل. ونحن متفائلون لأن ما يحصل في الجنوب والبقاع الغربي من بطولة يرفع رأس الجميع ويردّ كرامة العرب جميعاً". وأشار الى "ان مبعث الأمل الذي نراه هو أننا مع الإخوان السوريين في خندق واحد، لذلك نعقد أملاً كبيراً على تحقيق سلام عادل وشامل كما نريده نحن، وينبغي ان يواكبه قيام دولة القانون والمؤسسات لكي يستعيد لبنان دوره الإقليمي والعالمي الذي له حق فيه، ودوره المالي والإقتصادي والثقافي والسياحي. وسنحقق ما نصبو إليه بفضل وحدة الشعب. إننا نعي كل كلمة في خطاب القسم ولن توقف مسيرتنا أي صعاب قد تعترضنا". وكان السيدان نزار الترك وزهير القيسي تحدثا باسم الوفد مؤيدين لحود وسياسة العهد. واجتمع لحود أيضاً مع كل من الرئىس بري والرئىس الحريري ونائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر، وبحث معهم في شؤون داخلية. وحرص خلال استقباله النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم على "ان تصدر التشكيلات القضائية المرتقبة من دون تدخل أي كان". وقال بري، كما نقل عنه نواب زاروه في ساحة النجمة "ان الأجواء صافية عند الرئيس لحود وهو حضن واسع لكل اللبنانيين خصوصاً أن المرحلة الراهنة تتطلب الترفع عن كل الحساسيات والتنبّه إلى الأخطار المحدقة أكثر فأكثر على الساحة العربية وخصوصاً الجنوب اللبناني". لكن النائب جميل شماس نقل عن بري قوله عن زيارة الحريري قصر بعبدا "ان الاجواء صافية بين رئيس الجمهورية والرئىس الحريري، لكنه لا يستطيع معرفة الى متى ستبقى قائمة. كان جو اللقاء جيداً، ولا يعرف على اي اساس تم الإتفاق بين الطرفين، وليس في مقدوره أن يعلم الى متى سيبقى هذا الإتفاق صامداً. لكن هناك أسساً تم الإتفاق عليها. ولم يعرف في الوقت نفسه ما هي المنهجية التي هي سبب الخلاف وهل هذا الجو عملية مجاملة، وهل لكل واحد منهجية معينة سيبقى عليها. ومن الممكن ان يصدر غداً مقال ما فيولّع المسألة من جديد". وأكد بري "ان المرحلة تحتاج هذه الأيام الى رص الصفوف لمواجهة الضغوط الإسرائيلية، وبقاء كل منا على سلاحه وتضامننا في مواجهة اي خطر قد يطرأ على البلد". وفي ما يتعلق بلقاء لحود والحريري، اكتفت مصادر بعبدا بالقول "انه تناول شؤوناً داخلية"، في حين عبّرت اوساط الحريري عن "ارتياحها إليه". وقالت انه "اتسم بالصراحة والموضوعية وبأجواء موارية مفيدة قد تعقبها لقاءات لاحقة". ونقل النائب عبدالرحيم مراد عن الحريري "ان الإجتماع مع الرئىس لحود حمل أجواء ايجابية جداً، وساده جو من التفاهم والمودة والتقدير وكان افضل من لقاء سابق عقد بينهما". وبعد زيارة بعبدا، التقى الحريري رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط في منزله في بيروت، واستقبل الوزير السابق فؤاد بطرس. وكان الحزب التقدمي تناول في اجتماع مجلس قيادته امس الإشكال في رأس المتن الأحد الماضي. وأشاد في بيان على الأثر "بالموقف الوطني الحازم والواعي لدى القاعدة الشعبية الوطنية التي رفضت الإنجراف في تيار الفتنة الداخلي، وعبّرت عن استيائها من مواقف بعض الوزراء الذين يغطون عجزهم بالخطب والبيانات وتحريض الناس على القوى السياسية الحية في المجتمع". وعلّق على التشكيلات القضائية المرتقبة، فلاحظ "ان مجلس القضاء الأعلى الذي فقد اثنان من اعضائه عضويتهما فيه ولم يعيّن بديلين منهما، اصبح هيئة غير قانونية لا يحق لها الإنعقاد بصفة مجلس قضاء أعلى، وبالتالي فإن كل القرارات التي تصدر عنه غير قانونية وقابلة للطعن والإبطال". وفي الإطار نفسه، إستغرب مشايخ منطقة راشيا - وادي التيم الدروز: حسن صالح أبو ابراهيم وسليمان علي شرف الدين ويحيى حسب وصالح سلمان القضماني ووسيم برغشة، امس بياناً وزّع اول من امس "زعم انه صادر عن مشايخ وادي التيم". واضافوا ان "ليس مسموحاً لأحد بأن يتكلم او يكتب باسم مشايخ وادي التيم، المنزّهين عن السجالات والمهاترات خصوصاً تلك التي تتعرض لمسيرة السيد وليد جنبلاط ومساره". وأكدوا ان "لا علم لهم بالبيان الصادر شكلاً ومضموناً ولا يعبّر عن آرائهم"، داعين وسائل الإعلام "وتحديداً "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، التحقق من الجهة التي تقف وراء أي بيان أو تعميم".