شنت الشرطة الفلسطينية حملة اعتقالات واسعة شملت العشرات في الضفة الغربية، وذلك في اطار عملية البحث عن شقيقين فلسطينيين يعتقد انهما حاولا إعداد سيارة مفخخة لتفجيرها ضد أهداف اسرائيلية في الجزء المحتل من المدينة مستخدمين "اساليب تقنية عالية". وقالت مصادر أمنية فلسطينية ل"الحياة" أن البحث لا يزال مستمراً عن سمير عبيدو وشقيقه باسم اللذين هربا من موقع الانفجار في مرآب أحد المباني الحديثة في حي "الحاووز" في مدينة الخليل وهو يعود الى والدهما. واضافت ان الأخوين عبيدو خططا لتنفيذ عملية في البؤرة الاستيطانية في المدينة. وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اطلقت الشقيقين قبل نحو أربعة اشهر بعد اعتقال دام خمس سنوات في أعقاب ادانتهما بالانتماء الى "حماس". واعتقلت الشرطة الفلسطينية شقيق الاخوين الثالث مروان فور وقوع الانفجار الذي يبدو انه نتج عن "خلل فني" أثناء التدرب على تفخيخ سيارة بلاستيكية لعبة للاطفال. ونفى قائد الشرطة الفلسطينية في منطقة الخليل العقيد عبدالفتاح مجايدة ما ورد على لسان مسؤول "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الاردن بأن السلطة الفلسطينية "افتعلت" حادثة التفجير في اطار صفقة. وقال ان السلطة الفلسطينية لم تعقد أي صفقة مع الاسرائيليين لاعتقال ناشطين من حركة "حماس" مقابل اطلاق معتقلين من حركة "فتح". وأشار الى ان التحقيق في الحادث لا يزال جاريا. وكان الناطق باسم "حماس" في عمان ابراهيم غوشه اتهم السلطة الفلسطينية بتدبير الانفجار لتبرير اطلاق حملة اعتقالات بين عناصر الحركة. وقال في بيان ان "الحادث يبدو مفتعلا وغير حقيقي بدليل انه لا يوجد أي جريح، وهو مبرر للاجهزة الامنية الفلسطينية لشن حملة اعتقالات بين شباب حركة حماس من أجل تنفيذ صفقة سرية تسربت الأنباء عنها ... تتناول اعتقال المئات من الحركة في الخليل مقابل اطلاق المئات من معتقلي فتح في سجون الاحتلال" الاسرائيلي. واضاف ان لقاء رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان مع نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه أول من أمس جاء "متناغماً مع أخبار الصفقة". وذكّر بأنه "سبق للاجهزة الأمنية الفلسطينية افتعال عملية تفجير سيارة في ربيع عام 1998 لتصفية أحد قادة كتائب القسام، محيي الدين الشريف، وكذلك لشن حملة اعتقالات طالت العشرات من حركة حماس وقتها في منطقة رام الله" في الضفة. من جهة أخرى، أثار حادث الخليل مخاوف الاوساط العسكرية والأمنية الاسرائيلية في ضوء ما أسمته ب"التقنية المتطورة" التي استخدمها معدو السيارة المفخخة والتي تشمل تفجيرها بجهاز تحكم عن بعد. وقالت ان حركة "حماس" تحاول تطوير اسلوب التفجير بواسطة جهاز تحكم عن بعد بديلا عن العمليات الانتحارية. ووقع الحادث في خضم المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية الرامية الى تنفيذ مذكرة واي ريفر، وفي ظل تواتر تقارير أمنية اسرائيلية تحدثت عن نية "حماس" القيام بمزيد من العمليات العسكرية. ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن "مصادر أجنبية" قولها ان ايران طلبت من "حماس" القيام بعملية "نوعية" بهدف وقف المفاوضات السياسية الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واضافت ان ايران "التي لا تريد اللحاق بركب الدول العربية" في ما يتعلق بصنع السلام مع اسرائيل وعدت حماس بتقديم مخصصات مالية شهرية سخية لتشجيعها على تنفيذ مثل هذه العمليات". وقالت ان طهران حولت خمسة ملايين دولار لحساب الحركة في دمشق. واعلنت اسرائيل قبل نحو اسبوعين اعتقال عضوين في حركة "حماس" قالت انهما تلقيا تدريبات مكثفة وعالية التقنية في معسكرات تدريبية في ايران لتحضيرهما لقيادة العمليات العسكرية ضد اسرائيل بعد مقتل الاخوين عوض الله اللذين اغتالتهما القوات الاسرائيلية قبل نحو عام.