أغارت طائرات اميركية، أمس، على مواقع عراقية قرب مدينة الموصل، فيما أعلن ناطق عسكري عراقي مقتل ثلاثة عراقيين، بينهم طفل، وجرح تسعة آخرين في غارات شنتها طائرات أميركية وبريطانية على الجنوب. في غضون ذلك، عرضت إدارة الجمارك الكويتية على الصحافيين أمس شحنة من البضائع صدّرها العراق الاسبوع الماضي واحتجزها خفر السواحل الكويتي. وتضم الشحنة أدوات ومواد خاصة بالأطفال، ما سمح لمسؤولين في الادارة بالقول ان هذه الشحنة "دليل على عدم جدية العراق في توفير المواد الضرورية لشعبه". وكانت قيادة الجيش الاميركي في أوروبا أعلنت ان مقاتلات اميركية أغارت امس على موقع رادار جنوب سد صدام قرب مدينة الموصل الواقعة في منطقة الحظر الجوي المفروض على شمال العراق. وأوضح بيان أ ف ب ان المقاتلات ردت على "إطلاق صواريخ أرض - جو عراقية وقصفت هذا الموقع الذي تستخدمه القوات العراقية لنقل المعلومات الى مراكز الاتصالات، من أجل تحديد مواقع المقاتلات واستهدافها". وكانت مقاتلات اميركية وبريطانية قصفت أول من أمس 4 مواقع في جنوبالعراق، كما أصابت راداراً جنوب سد صدام. وكان زورق لخفر السواحل اعترض سفينة هندية، يوم الثلثاء الماضي، في المياه الاقليمية الكويتية لخرقها نظام العقوبات الذي يمنع العراق من تصدير البضائع. ووجدت في السفينة "نوراني" حمولة 250 طناً من البضائع، بينها مسحوق صحي بودرة للأطفال وقناني رضاعة صينية الصنع وبذور لزراعة القطن. وجرى حجز هذه المواد والبحارة الخمسة طاقم السفينة في ميناء الدوحة المخصص للسفن الصغيرة غرب العاصمة الكويتية. وقال قبطان السفينة، وهو هندي الجنسية يدعى حيدر علي حسن، انه كان يشحن البضاعة العراقية الى دولة الامارات العربية المتحدة، تحديداً الى دبي، لمصلحة تاجر عراقي يدعى نبيل الكبيسي، وانه انطلق بها من ميناء خور الزبير جنوبالبصرة في العاشر من الشهر الحالي ثم اعترضته الدورية البحرية الكويتية. وأوضح القبطان انه قام بسبع رحلات بين خور الزبير والامارات خلال سنة مضت، وكان ينقل من العراق بضائع مثل سماد اليوريا والتمور، ويورد اليه بضائع مثل الطحين والرز بمتوسط حمولة يبلغ 300 طن في كل رحلة. وأشار القبطان الى أن شحنات الطحين والرز للعراق كانت تتم باذن من الأممالمتحدة. وقال مسؤول في الجمارك الكويتية انه توجد في ميناء الدوحة أربع سفن احتجزت لخرقها نظام العقوبات وتصديرها بضائع عراقية. وأشار الى حجز 900 طن من هذه البضائع، منها تمور وصوف غنم وسماد يوريا "ولكن في حالات سابقة كنا نضبط مواد غذائية مصدرة من العراق مثل الذرة والعدس، مما ينفي ادعاء العراقيين بوجود أزمة في المواد الضرورية، أو يشير الى سوء تصرف النظام بالأغذية المقدمة اليه من الخارج". من جانبه قال قبطان السفينة المحجوزة انه اضطر الى أخذ بضاعة عراقية لأنها كانت ثمناً لرحلات سابقة قام بها ولم يستوف أجرتها من التاجر العراقي. وأشار الى انه كانت سبع سفن راسية في ميناء خور الزبير عندما غادره آخر مرة، وهي اما هندية أو باكستانية أو عراقية تعمل غالباً بين العراقوالامارات. وقال "لا بد دوماً من احضار هدايا لمسؤولي الميناء العراقيين مثل السجائر وصناديق بيبسي وغيرها حتى ننجز معاملاتنا معهم". وقال مسؤولو الجمارك الكويتيون ان اجراءات الأممالمتحدة بشأن السفن الخارقة للحظر الاقتصادي تنص على مصادرة البضاعة والسفينة وبيعها بالمزاد العام. وأوضح أحد المسؤولين: "في كثير من الحالات يرسل التاجر صاحب البضاعة مندوباً عنه لشرائها ونسمح لها بالمغادرة الى وجهتها الأصلية".