فضلت مجموعة من المعتقلين في سجن طنجة شمال التوجه الى عالم الفنون والرسم على الاحتكام لمدار الروتين الذي تخلقه رتابة الايام المتشابهة في السجن. فقد حققت مجموعة السجن المدني في طنجة مشروعاً لانتاج مئات البطاقات التذكارية التي ترمز لمختلف مناحي الحياة في المغرب التي يحتفظ الرسامون المعتقلون بذكريات عنها في غربة السجن. وفي خطوة تعتبر الاولى من نوعها في بلد عربي تكرس لمزيد من الانفتاح في مجال حقوق الانسان، شهد سجن مدينة طنجة في المغرب ميلاد دار خاصة للنشر. والفكرة لمجموعة من المعتقلين في هذا السجن قرروا إنشاء دار للنشر منحوها لقب "دار باتيو للنشر" لتسويق 500 ألف بطاقة تذكارية، تنسخ لوحات من ابداع رسامين وشباب وخريجين من مدرسة الفنون الجميلة في المغرب. ويعتبر بيان صادر عن مجموعة المسجونين ان دار النشر المحدثة "اول محاولة في العالم العربي وربما في العالم"، وعزوا قيامها الى التسهيلات التي وفرتها السلطات المغربية للمعتقلين. وتركز اللوحات المرسومة على مظاهرالحياة التقليدية في المغرب وميزاتها. لكن غالبيتها تذكر الجلسات الثنائية التي تحكي عن أيام زمان في اجواء الشاي المغربي الشهير. واللافت ان صاحب فكرة انشاء دار النشر الجديدة هو الصحافي المغربي سامي الجاي الذي اوكلت اليه مهمة رئاسة الخلية الفنية والتقنية والعلاقات العامة في شركة "دور نشر باتيو". ويقضي الجاي المعروف على المستوى الاعلامي في المغرب عقوبة بالسجن مدى الحياة في معتقل طنجة بتهمة قتل زوجته قبل سنوات عدة في مدينة طنجة. لكنه يواصل نشاطه الصحافي ويكتب تعليقات في أعمدة صحف مغربية عدة من السجن. ويعتبر الجاي ان إحداث دار خاصة للنشر يساهم في فك العزلة عن المتعقلين في سجن طنجة ويفتح آفاق المبادرة والابداع لدى العديد منهم.