قرر رجل أعمال مغربي بمدينة طنجة (شمال المغرب) تصنيع موديلات من الأحذية تحمل اسم "منتظر"، في إشارة للصحافي العراقي الذي رمى حذاءيه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش. واعتبر مراقبون ومحللون سياسيون مغاربة أن حالة "تمجيد" حذاء هذا الصحافي، تؤشر إلى مدى حالة إحباط العرب تجاه أنظمتهم السياسية، ونوع من التعويض النفسي عن الهزيمة الداخلية. تعويض نفسي وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء محمد ضريف، أن هذا الاحتفاء نوع من التعويض النفسي عن "هزيمة داخلية" لدى المحتفلين، وشعور بالإحباط تجاه الأنظمة العربية التي لم تستطع رفع التحديات المطلوبة أمام شعوبها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأشار إلى أن قيام رجل الأعمال المغربي بتصنيع "موديلات" للأحذية تشبه حذاء "منتظر" ليس احتفاء مجانيا، وإنما هو احتفاء ذو بعد تجاري حيث إن صناعة الأحذية بالمغرب تعرف نوعا من الركود بسبب المنافسة الصينية، "فتفتق ذكاء هذا التاجر لتحقيق هذه الفكرة". واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق في طنجة العمراني بوخبزة أن تمجيد كثير من العرب لحذاء منتظر بهذه الطريقة "لا يعبر فقط عن حالة إحباط عربي، بل أيضا عن إحباط دولي إزاء فترة حكم بوش، مستدلا بما يقابل به الرئيس الأمريكي في كل مكان يزوره ومن ذلك إحراق الدمى التي تشبهه". وقال بوخبزة إن حادثة الحذاء فجرت حالة الاحتباس النفسي الكبير الذي يعيشه العرب والمسلمون وأطراف كثيرة أخرى. أما أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري في جامعة عبد الملك السعدي في طنجة، عبد العلي حامي الدين، فتحدث عن وجود مبالغة كبيرة في احتفاء العرب بحادثة الحذاء، معتبراً ذلك انعكاساً لحاجة الشعور بالنصر، ولو بشكل رمزي، مما يترجم الإحساس بالهزيمة ونوعا من الإحباط. لكن الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الناشط الحقوقي خالد السفياني، اعتبر هذا الاحتفاء مستحقا لعملية غير مسبوقة "فيها إبداع في مواجهة الخصم"، وتتضمن تعبيرا عما يشعر به أحرار العالم وليس فقط المسلمون إزاء بوش، حسب تعبيره.