قدمت محكمة مصرية أمس مذكرة جديدة إلى محكمة في أوروغواي تنظر في طلب مصري بتسليم أصولي اعتقل هناك في كانون الثاني يناير الماضي، تضمنت أدلة اعتبرتها السطات المصرية تؤكد تورط الاصولي سعد حسن مخلص في نشاطات تابعة لتنظيم "الجماعة الإسلامية". وكان القاضي الذي ينظر في القضية اعتبر أن ما ورد في مذكرتين سابقتين سلمهما ممثل الحكومة المصرية غير كافٍ لتسليم مخلص. تحتجز السلطات في أوروغواي الاصولي المصري سعد حسن مخلص في سجن العاصمة مونتيفيديو منذ اعتقاله في 29 كانون الثاني الماضي بتهمة استخدام جواز سفر ماليزي مزور عند عبوره النقطة الحدودية ما بين البرازيل واوروغواي. ومن المقرر أن تصدر المحكمة الأحد المقبل قراراً نهائياً في شأن الطلب المصري. وتحدثت "الحياة" أمس هاتفياً الى زوجة مخلص السيدة سحر محمد حسين التي استبعدت صدور قرار بترحيل زوجها الى مصر، واشارت الى أن القاضي كان ابدى عدم اقتناعه بالمبررات التي قدمتها الحكومة المصرية لدعم طلب التسليم، إلا أن ممثل الحكومة المصرية استخدم الحق الذي يمنحه القانون في أوروغواي للمدعي وطلب تأجيل اصدار القرار النهائي لمرتين بعدما أبلغ المحكمة أنه في انتظار ادلة جديدة أعدها خبراء امنيون مصريون لتسليمها الى المحكمة. ونفت الزوجة أن يكون لزوجها علاقة بتنظيم "الجماعة الاسلامية"، وأوضحت أن اسم مخلص لم يرد في أي قضية تتعلق بنشاط الجماعات الدينية الراديكالية خلال السنوات الماضية، ولم يحاكم في أي قضية غيابياً منذ خروجه من مصر في بداية التسعينات، واشارت الى أنها سلمت المحكمة مذكرات لدحض التهم المصرية. وعلمت "الحياة" أن المذكرة المصرية الجديدة تضمنت اعترافات ادلى بها متهمون في قضيتين تجري نيابة أمن الدولة العامة تحقيقات فيهما حالياً، ومعلومات عن نشاطات مارسها مخلص ضمن تنظيم "الجماعة الاسلامية" في مدينة بورسعيد الساحلية، كما تضمنت معلومات عن الفترة التي قضاها الاصولي المصري في افغانستان. وفي حال صدور الحكم الأحد المقبل فإنه سيكون نهائياً ومن غير الجائز استئنافه مرة أخرى. وكانت المذكرتان المصريتان السابقتان تركزتا على نشاطات "الجماعة الاسلامية" في مصر التي وصفت بأنها "جماعة إرهابية دولية تتخذ من مصر مقراً لها"، وأن نشاطها "يمثل تهديداً مباشراً لأمن مصر"، وأن الهدف الرئيسي لها "هو قلب نظام الحكم بالقوة وإقامة نظام جديد"، وعددت المذكرتان العمليات التي نفذها التنظيم خارج مصر وداخلها وبينها محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في 26 حزيران يونيو 1995 عقب تحرك موكبه من مطار أديس أبابا في طريقه لحضور افتتاح مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية، وتفجير سيارة مفخخة في 20 تشرين الأول اكتوبر العام 1995 خارج مخفر شرطة مدينة ريجالا في كرواتيا رداً على اعتقال السلطات الكرواتية الناطق باسم التنظيم طلعت فؤاد قاسم.