فوجئ قادة المنظمات الفلسطينية المعارضة، أمس، بحضور رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس السيد خالد مشعل اجتماع لجنة المتابعة المنبثقة من المؤتمر الوطني المعارض لتعديل الميثاق، وتبنيه "خطاباً متشدداً" ضد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، حتى بالمقارنة مع الموقف الرسمي ل"حماس". وأكد مشعل ان الحركة ستقدم خلال شهر "مسودة مشروع وطني" لعمل المعارضة، بعدما شكك ب"جدوى الحوار" مع عرفات "معدوم الخيارات" الذي يمر ب"أزمة اكبر من ازمة المعارضة". وقال: "نحن نترفّع عن كلمات التخوين لعرفات، لكننا مقتنعون بخيانته". وجاء كلام رئيس المكتب السياسي ل"حماس" في مداخلة قدمت في اجتماع مغلق عقدته لجنة المتابعة وخصص للبحث في الحوار الذي اجرته "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بزعامة جورج حبش مع اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وبعد الاتصال الهاتفي الذي اجراه عرفات مع رئيس المؤتمر السيد خالد الفاهوم خلال وجوده في عمان قبل اسبوعين واستقباله قياديين في السلطة الوطنية. وقال الفاهوم ل"الحياة" ان الاجتماع "تضمن نقداً وتبادل وجهات النظر حول الحوار"، ذلك ان اثنين طلبا "ان أتنحى عن قيادة المؤتمر، فقلت انني مستعد بل ارحب بذلك". وأشار الى ان المناقشات اسفرت عن "صدور بيان توفيقي" بين وجهات النظر، وان اعتبار البيان "سلطة عرفات غير شرعية" ادى الى جدل مع "الشعبية" اذ ان الامين العام المساعد السيد ابو علي مصطفى تساءل: "كيف نحاور سلطة غير شرعية"، فكان الرد عليه: "قلتم انكم حاورتم اللجنة المركزية لفتح وليس السلطة الفلسطينية". وقالت مصادر المجتمعين ل"الحياة" ان "الحاضرين فوجئوا بخطاب مشعل وانتقاداته" وان بعضهم عزا ذلك الى انه "شد داخلي" ضد تيار يريد الحوار مع السلطة، فيما أشار آخرون الى ان كلام مشعل "يعكس فقد حماس الامل بأي حوار" مع عرفات. وكانت مصادر فلسطينية قالت ل"الحياة" في عمان ان رئيس المكتب السياسي وسلفه موسى ابو مرزوق وممثل الحركة في دمشق عماد العلمي التقوا، قبل اجتماع لجنة المتابعة، مع عدد من المسؤولين السوريين بينهم نائب الرئيس عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع. ونقلت المصادر عن مشعل قوله: "هذه مرحلة يراد منها، في ضوء التفرد الصهيوني، الاستفراد بشعبنا"، و"ان الخطر ان العمالة كانت فردية فصارت مؤسسة حاكمة وسلطوية". وزاد: "يراد تركيع الشعب الفلسطيني برضاه"، لافتاً الى انه: "صحيح نحن المعارضة في ازمة لكن ازمة عرفات اكبر ويجب ان نساوي بين الازمتين. هو معدوم الخيارات ونحن لدينا خيارات كثيرة"، والى ان الرئيس الفلسطيني "يريد اغراق الآخرين معه ويجب ألا نعطيه الفرصة. هو زرع ويجب ان يحصد زرعه بيديه". وخاطب الحاضرين قائلاً: "تجربتكم مع عرفات طويلة وتجربتنا قصيرة، لكننا متأكدون انه يريد غطاء فقط. لا فائدة ولا أمل ولا رجاء في عرفات، وهو مقبل على تفريط كبير خصوصاً في ما يتعلق بموضوعي القدس والمستوطنات"، فيما "يجب علينا ان نؤكد انتصار افكارنا. القرآن يحضنا على الجهاد. الجهاد هو حياة وعدم الجهاد هو الموت". ودعا مشعل الجميع الى الخروج من الاجتماع ب"اقل الخسائر"، اذ اكد المجتمعون قرارات المؤتمر الوطني برفض "اي حوار على قاعدة اتفاق اوسلو او مفاوضات الوضع النهائي مع السلطة الوطنية الفلسطينية التي فقدت شرعيتها بتخليها عن الميثاق، ورفض اعطاء اي غطاء سياسي لأي تنازلات او تفريط في حقوق الشعب الفلسطيني". الى ذلك أ ف ب، افاد مصدر فلسطيني امس ان الفاهوم طلب اعفاءه من مسؤولياته كرئيس للجنة المتابعة الفلسطينية العليا التي شكلتها المعارضة الفلسطينية في دمشق. واوضح المصدر ان الفاهوم تقدم بطلب اعفائه خلال اجتماع المعارضة الفلسطينية في دمشق، بسبب وجود "خلافات" وبسبب "الانتقادات" التي وجهت اليه خلال هذا الاجتماع المخصص للبحث في قضية "الحوار" الذي بدأ بين فصائل في المعارضة الفلسطينية وحركة "فتح" برئاسة ياسر عرفات.