سرت مخاوف من عودة العنف مرة اخرى الى صعيد مصر بعد أكثر من سنة ونصف نعم فيها المصريون بهدوء لم يألفوه منذ تفجر المواجهات بين الحكومة والاصوليين في ربيع 1992. وبدد حال الاطمئنان وقوع مواجهات قرب مدينة ديروط في اسيوط اسفرت عن مقتل شرطي وشخص يرجح انه اصولي، اضافة الى اصابة شرطي آخر بجروح. وتزامن التطور مع اعلان اسلاميين ان القاهرة تسلمت من احدى الدول العربية أصولياً كان حوكم غيابياً في قضية "العائدون من البانيا". وقال هؤلاء ل"الحياة" في القاهرة ان مجدي النجار شقيق المتهم الرئيسي في القضية احمد ابراهيم النجار سُلم الى السلطات المصرية قبل ايام، وانه يخضع حاليا لتحقيقات من اجهزة الامن. وأفادت روايات شهود عيان ومصادر امنية ان سيارة نصف نقل يستقلها خمسة اشخاص كانت تسير في منطقة "عشايش العرب" التابعة لقرية "دشلوط" في مدينة ديروط، فأوقفها مكمن للشرطة يتكون من خفيرين بعدما لاحظا انها تسير من دون لوحات. وسأل الخفيران عن رخص السيارة وبطاقات هوية مستقليها الذين حاولوا رشوة الخفيرين للسماح لهم بالمرور. فحاول أحد الخفيرين استخدام بندقيته لتهديد ركاب السيارة، الا انهم سارعوا بإخراج اسلحة آلية كانت في حوزتهم وأطلقوا منها النار فقتلوا الخفير ظني بكر عبدالوهاب 42 سنة واصابوا الآخر ويدعى محمد عليان عبدالعزيز 40 سنة. وأضافت المعلومات ان المسلحين استولوا على بندقية احد الخفيرين وفروا، وأن امين شرطة يدعى هاني احمد الدسوقي حاول مطاردتهم الا انهم اطلقوا عليه النار فأصابوه بطلق ناري في كتفه اليمنى. وحاصرت قوات الامن المكان وطاردت المسلحين الخمسة الذين اتجهوا الى مناطق الزراعه الكثيفة داخل حدود محافظة المنيا. وذكرت المعلومات ان الشرطة اطلقت النار في اتجاه تلك المزارع تحسباً لاختباء الجناة فيها، ثم قامت بتمشيطها فعثرت على جثة شخص قتل من جراء اطلاق النار وعثر في جواره على بندقية ومستندات تخص تنظيم "الجماعة الاسلامية". وأكد مصدر أمني ان تحقيقات تُجرى لمعرفة هل للقتيل علاقة بالأحداث ام انه كان يختبئ وسط المزارع وقُتل صدفة.