قرأت في "الحياة" الصادرة في 16-6-99 في زاويتكم "عيون وأذان" كلاماً أشرتم به بصورة مقتضبة الى تجربتكم في المهجر، وذكرتم في معرض حديثكم مدينة دمشق الرائعة... عشت في دمشق سبع سنوات لاجئاً سياسياً عراقياً، وكانت من أجمل سنين العمر. وفي دمشق يطالعنا المكان بتلك العوالم السحرية المدهشة حيث العمارة العربية الاسلامية. لم تكن دمشق مجرد مدينة كباقي المدن انها عطر التاريخ وخلاصة الحضارات وهي الى جانب هذا مدينة زاخرة بالحداثة. وعندما زرت العاصمة الاميركية واشنطن وجدتها قرية بسيطة أمام جمال وروعة دمشق. كنت أتمشى يومياً ثلاثة ساعات في دمشق مستعرضاً شوارعها وأسواقها وأزقتها، وحينما حلت علي كارثة السفر منذ ستة أشهر الى اميركا عن طريق الأممالمتحدة، شعرت بالهلع، والغربة القاتلة، والشوق المتوله للحبيبة دمشق. في اميركا اكتشفت عظمة بلادنا العربية، وسحر وجمال مدننا، وحميمية علاقاتنا الاجتماعية إنه سحر الشرق. تصور بعد ان ودعت في دمشق الشوارع والأزقة، والاسواق التي تموج بالحركة والحياة وجدتني أتمشى وحيداً في شوارع اميركا الخالية حتى من الاشباح .... وبعد ان كنت أقرأ بمعدل سبع ساعات يومياً في مكتبات دمشق العامة، اصبحت في اميركا بالكاد استطيع قراءة صحيفة "الحياة" .... خضر طاهر كاتب عراقي مقيم في اميركا