قصفت قوات تركية تدعمها طائرات معاقل لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث توغل حوالى عشرة آلاف جندي تركي قبل أيام مسافة 15 كيلومتراً. وطالبت موسكو بسحب تلك القوات فوراً منتقدة صمت الغرب على التوغل، فيما جددت طهران دعوتها تركيا الى احترام سيادة العراق. ديار بكر تركيا، موسكو، طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكدت مصادر عسكرية تركية لوكالة "رويترز" ان حوالى عشرة آلاف جندي تركي تدعمهم طائرات هليكوبتر حربية من طراز "كوبرا" ومقاتلات أميركية الصنع شاركت في العملية بعمق 15 كيلومتراً داخل شمال العراق. ولا تخضع هذه المنطقة لسيطرة بغداد منذ حرب الخليج، بل يسيطر عليها حزبا مسعود بارزاني الديموقراطي الكردستاني وجلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني. وتحتفظ تركيا بقوات في المنطقة تعززها من حين الى آخر لتنفذ عمليات ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتستهدف العملية الجديدة منعهم من شن هجمات على أهداف في تركيا، احتجاجاً على حكم بالاعدام اصدرته محكمة أمن الدولة التركية بحق زعيم الحزب عبدالله اوجلان. وقال مسؤول تركي طلب عدم كشف اسمه: "تقارير الاستخبارات أشارت الى أن الحزب يعيد ترتيب صفوفه استعداداً لشن هجمات واسعة". وصرح بأن العمليات استهدفت مراكز قيادة حزب العمال ومعاقله. واشتبكت القوات التركية في معارك محدودة مع عناصر من الحزب. وذكر ان متابعة الرسائل اللاسلكية للأكراد كشفت مقتل ما لا يقل عن عشرة مقاتلين، ولم يشر الى خسائر في الجانب التركي. وتفرض الولاياتالمتحدة وبريطانيا حظراً جوياً على شمال العراق، تؤكدان ان هدفه هو حماية الأكراد العراقيين من أي هجوم للقوات العراقية. الى ذلك طالبت موسكو بوقف "الانتهاك الفظ" للقانون الدولي وسحب القوات التركية من شمال العراق. وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين أمس ان عمليات الجيش التركي تشكل "خرقاً سافراً للأحكام الأساسية للقانون الدولي، ولسيادة أراضي العراق وسلامتها". وأكد ان المجتمع الدولي "ينبغي ألا يسكت" عن مثل هذه العمليات، أياً تكن ذرائعها، متهماً الغرب باعتماد "معايير مزدوجة" في التعامل مع الشؤون الدولية، انطلاقاً من "اعتبارات السياسة وليس القانون والأخلاق". وكانت وكالة الأنباء الايرانية نقلت عن ناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله ان بلاده "تعارض أي انتهاك لوحدة أراضي الدول". ودعا انقرة الى سحب قواتها من شمال العراق. وجاء الموقف الايراني بعد ادانة فرنسية للتوغل التركي.