بغداد، ديار بكر، أنقرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - هدد العراقتركيا ب "الرد" على التوغل الذي قامت بها قواتها في شمال البلاد وطلب من انقرة "سحب قواتها فورا" من الاراضي العراقية، في حين أعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك اوغلو ان توغل قواته في شمال العراق سيستمر "حتى ازالة مخابىء الارهابيين". ونقلت وكالة الانباء العراقية الرسمية عن ناطق باسم وزارة الخارجية قوله ان "حكومة جمهورية العراق اذ تدين بشدة هذا الغزو التركي الجديد للاراضي العراقية فانها تحتفظ بحقها كاملا لتحديد وقت الرد ومكانه على هذا العمل العدائي". واضاف ان بغداد "تحمل تركيا المسؤولية الكاملة وكل ما يترتب عليها نتيجة لعملها العدواني المتكرر هذا وانتهاكها سيادة العراق". وأعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك اوغلو أمس ان الجيش التركي "سيواصل عملياته حتى ازالة مخابىء الارهابيين في المنطقة"، مشيرا الى وجود فراغ في السلطة في شمال العراق الامر الذي "يناسب الانشطة الارهابية". ورفض الوزير التركي من جهة اخرى، الدعوات السلمية التي اطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان من سجنه في جزيرة ايمرالي غرب معتبرا ان هذه الدعوات "ليست جدية". وقال ان "حزب العمال الكردستاني يقوم بمسرحية غير جدية لاعادة تلميع نفسه، في حين كان يتوجب عليه ان يأخذ في الاعتبار الدماء التي هدرت". وصرح مسؤول عسكري تركي أمس ان آلاف الجنود توغلوا بعمق عشرة كيلومترات في المنطقة الجبلية الواقعة في شمال العراق لمطاردة مقاتلي "حزب العمال الكردستاني"، مضيفاً ان "العملية التي بدأت الاثنين الماضي ستستمر" الى ان يستسلم كل "ارهابي" او "يتم تحييده". ولم ترد تقارير بعد عن حجم الخسائر في الارواح". الا ان وكالة "دى.اي.ام" التي تتخذ من المانيا مقرا لها ذكرت ان 15 جنديا تركيا وستة من مقاتلي حزب العمال قتلوا في الاشتباكات. وذكر ناطق باسم حزب العمال الكردستاني ان مقاتليه الذين تعرضوا للهجمات يقاتلون دفاعا عن النفس. وأصبح توغل الجيش التركي في شمال العراق، بحجة ملاحقة "حزب العمال الكردستاني" موضوعاً مقلقاً بالنسبة الى مراكز البحوث الاستراتيجية في الجامعات العراقية. وعلمت "الحياة" في بغداد، من مصادر ترغب في عدم ذكر اسمائها، ان توغل الجيش التركي حالياً لم يناقش كالعادة كونه ماساً بالسيادة واعتداء على الأراضي العراقية، بل كموضوع ربما يتكرر لغايات لا تمت بصلة الى التمرد الكردي في تركيا. يطرح هذا التساؤل نفسه في بغداد، مع الأنباء التي تفيد بتوغل خمسة آلاف جندي تركي، تساندهم المروحيات، و"حراس القرى" وهؤلاء ميليشيا من اكراد تركيا تمولهم الدولة التركية وتسلحهم ومجموعات كبيرة من "الحزب الديموقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني في شمال العراق. والجدير بالذكر ان "الحزب الديموقراطي الكردستاني" دخل في حلف مع الجيش التركي في أيار مايو 1997 ضد "حزب العمال الكردستاني"، الذي يتخذ من منطقة الشمال العراقية، "قاعدة خلفية" لعملياته في تركيا. ويأتي دخول القوات التركية، هذه المرة، الأراضي العراقية، بعد اعلان "حزب العمال الكردستاني" انه يضع حداً لكفاحه المسلح ليتحول الى منظمة سياسية. كما يأتي رداً على تصريح زعيمه عبدالله اوجلان المحكوم بالاعدام في تركيا، الذي يحذر فيه السلطات التركية من تطورات خارجة على السيطرة اذا لم يحصل على جواب عن اقتراحه الذي يطالب فيه بقبول تركيا تحول الحزب الى منظمة سياسية تركية مقابل تخليه عن الكفاح المسلح.