في أول ظهور لها على مسرح قبور السلاطين أول من أمس ضمن الدورة الرابعة لمهرجان القدس للموسيقى العربية، أحيت الفنانة المغربية حياة الإدريسي سهرة كلثومية ومغربية قدمت خلالها وصلتين من أغنيات الراحلة أم كلثوم واغنيتين من روائع الغناء المغربي قبل ان تختتم بأغنية خاصة بمدينة القدس. رافق الفنانة المغربية ثلاثة عشر عازفاً من أبرز العازفين المغاربة بقيادة عازف الكمان الأول في المغرب محمد الغازي. وبعد تقديم الفرقة لمقطوعة رقصة الاطلس لعبدالقادر الرشيدي استهلت الادريسي أمسيتها بوصلة على نغمة الكرد شملت مقاطع من اغنيات أم كلثوم: عودت عيني، أنا في انتظارك ،اسأل روحك وشمس الأصيل، تلتها بوصلة على نغمة السيكاه شملت مقاطع من: سيرة الحب، للصبر حدود، دارت الأيام والأطلال. ومن التراث المغربي المعاصر قدمت الادريسي الأغنية الشهيرة "جريت وجاريت" من تلحين عبدالقادر وهبي والتي سبق وان قدمتها المطربة الكبيرة نغيمة سميح، تلتها أغنية "دار الزمن" من كلمات الدكتور عبدالعزيز محيي الدين الخوجة وألحان عازف العود والملحن المغربي المعروف سعيد الشرايبي. والمطربة حياة الإدريسي تتمتع بصوت قوي مغلف ببحة خاصة تجعلها متميزة في مشروعها الكلثومي. وهي الى ذلك تتمتع بحس ايقاعي، نادر بين فئات الشباب من المغنين، وهو أساسي في تكوينها الفني، فهي دارسة ومستوعبة للايقاعات العربية المشرقية والمغاربية كما في أغنيتها الجديدة الخاصة عن القدس من كلمات دليلة الحياوي والتي وضع لحنها الشرايبي على ايقاع البطايحي. وبدا التأثر واضحاً على الفنانة المغربية أمام استقبال الجمهور المقدسي الذي عبر لها عن تواصله مع رحيلها المتدفق مع ألوان النغم الكلثومي، وقد نجحت الإدريسي في السيطرة على أحاسيس سامعيها الذين انخرطوا في تنفيذ الجمل الغنائية المحببة لهم من تراث أم كلثوم، عبر حنجرة حياة الإدريسي الدافئة والمفعمة بالجماليات والأحاسيس الانسانية.