أثارت وفاة الدكتور في الفيزياء النووية علي حسن أسعد 30 عاماً المفاجئة السبت الماضي في العاصمة الفرنسية حيث يقيم، قلقاً لبنانياً، إذ أن وفاته وهو الذي يتمتع بصحة جيدة كما يؤكد ذووه، أعادت الى الأذهان وفاة عدد من الأدمغة اللبنانية اللامعة في الخارج في ظروف غامضة وهم في أوج تألقهم العلمي أمثال العالمين حسن كامل الصباح ورمال رمال. وكانت جثة الراحل وجدت في منزله على مقربة من منطقة الشانزيليزيه من دون أن تبدو عليها آثار لتشوهات أو كدمات، وكان وعد والده بالاتصال به في ذلك اليوم لوداعه قبل سفره الى اليابان حيث كان من المقرر أن يحاضر عن الفيزياء النووية بناء على دعوة تلقاها من العالم الياباني المشهور تاكشي ناكميرا، ولم يفعل. وذكر عمه مصطفى أسعد أن الطبيب الشرعي الذي عاين جثته لم يعط أسباب الوفاة ما استدعى طلب تشريحها لمعرفة السبب الحقيقي لها. عم الفقيد أكد أن ابن شقيقه "كان سليماً ومعافى وأنه كان يخضع في مركز عمله لفحوص دورية للتأكد من سلامته وبالتالي فإن امكان اصابته بمرض ما أمر مستبعد، ثم أن محاولة قتله أمر مستبعد أيضاً"، مشيراً الى "ان الراحل كان مسالماً ومتواضعاً وبسيطاً ومحباً للناس ولمساعدتهم". الدكتور علي أسعد حاز عام 1995 دكتوراه في الفيزياء في اختصاص المفاعلات النووية من جامعة باريس السادسة، وكان حصل على دبلوم دراسات متعمقة في فيزياء المفاعلات النووية عام 1991، وهو باحث في مركز الدراسات النووية في جامعة باريس السادسة. ومنذ العام 1995 عمل مهندساً باحثاً في مركز الدراسات النووية في المعهد الوطني للعلوم والتقنيات النووية وهو عضو في الجمعية الفرنسية للوقاية من الاشعاعات. مدير الدائرة السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير ناجي أبو عاصي الذي عرف الراحل عن كثب خلال توليه منصب سفير لبنان في باريس قال ل"الحياة": ان "الخارجية تتابع هذه المسألة باهتمام وتم الاتصال بالسفارة الفرنسية لمعرفة نتائج التحقيق في أسباب الوفاة ونحن ننتظر الرد". وفضّل أبو عاصي التحفظ عن الكلام المتداول في بيروت نتيجة ربط وفاة أسعد بوفاة من سبقه. وقال "نحن لا نستطيع أن نمنع الناس من الاستنتاج لكن الأمر يتعلق بدولة فرنسا وهي دولة قانون، والراحل حائز الجنسية الفرنسية وبالتالي لا يمكننا التدخل في انتظار النتائج". وكان السفير أبو عاصي حضر مناقشة الدكتوراه التي نالها أسعد، ودعاه الى السفارة اللبنانية أكثر من مرة "وشجعته على العودة الى لبنان". رئيس الجمهورية أميل لحود أبدى تأثره البالغ لوفاة أسعد "لما يشكله من خسارة للنبوغ اللبناني"، وأعطى "توجيهاته للجهات المختصة لإجراء ما يلزم للوقوف على أسباب الوفاة". ومن المقرر أن يصل جثمان الفقيد غداً الجمعة الى بيروت ليوارى السبت في مسقطه صور.