طالب لبنان امس الأممالمتحدة بالعمل على وقف الانتهاكات الاسرائيلية التي تجلت في اليومين الماضيين باقدام الطائرات الحربية الاسرائيلية بخرق جدار الصوت في اجواء بيروت على علو منخفض مما أثار الذعر في صفوف المدنيين. وفي انتظار نتيجة الشكوى التي قدمها لبنان الى لجنة مراقبة وقف النار في الجنوب، اكد الرئيس اللبناني السابق امين الجميل انه يعود اليوم الى بيروت، وسيتعامل معه على اعتباره رئيساً سابقاً، منهياً بذلك غياباً عن لبنان دام اكثر من عشر سنوات قطعته في 1992 زيارة لبيروت مدة ايام عاد بعدها الى مقر اقامته في باريس. وترددت في بيروت انباء عن احتمال طرح قضية زيارة الرئيس السابق لمبنى السفارة الاسرائيلية في باريس للتعزية باغتيال اسحق رابين، علماً ان القضاء اللبناني لم يعد ملفاً في هذا الشأن. وسألت "الحياة" في باريس الجميل عن دوافع عودته اليوم فأجاب: "اعتبرت ان الظروف تغيّرت في لبنان. وانتخاب الرئيس لحود وتعيين الرئيس سليم الحص رئيساً لحكومة يوحي بالثقة بأن هنالك جواً جديداً في لبنان خصوصا بعد خطاب القسم الذي كان خطابا مطمئنا لجهة عودة دولة القانون والمؤسسات". وسئل عن اتصالات سبقت هذا القرار فأجاب: "اتصلت بالسفير اللبناني في فرنسا ناجي ابي عاصي وأبلغته رسالة شفهية للرئيس لحود كذلك الامر طلبت منه أن يبلغ الرئيس سليم الحص نيتي التوجه الى لبنان قبل الأعياد". وعن احتمال قيامه بنشاط سياسي، بعد معارضته للعهد السابق قال: "أنا عائد لأمضي الاعياد مع عائلتي في لبنان وهي مناسبة مهمة جداً لأني منذ فترة طويلة لم أرَ والدتي وأحفادي الثلاثة. وهذا هو السبب الذي جعلني أتخذ القرار بسرعة. وعندما أصل الى لبنان وفي ضوء الاتصالات التي أجريها سنرى كيف تتطوّر الامور والقرارات التي سأتخذها". وأضاف: "سأطلب موعداً من رئيس الجمهورية وأطمئن عنه وبعض المسؤولين وفي ضوء ذلك سنرى ماذا نفعل". وعمّا اذا كان هناك ضوء أخضر من دمشق لعودته الى الساحة السياسية قال: "أتأسف ان يُطرح السؤال من هذه الزاوية. علاقاتي مع الرئيس لحود الذي يرأس بلدنا وأنظر الى أي خطوة من خلال هذه الزاوية وليس من زاوية أخرى". وعن توقعاته بالنسبة لرئاسة حزب الكتائب قال: "يهمّني ان يعود الحزب لسابق عهده وأتأمل أن أتمكّن من المساهمة بجمع الشمل وتوحيد الصف حتى يعود الحزب ويلعب الدور الذي لعبه منذ سنة 1936". وقالت مصادر قريبة من الجميّل في بيروت ان "لا شروط فرضت عليه في مقابل عودته"، مؤكدة ان "التعامل الرسمي معه سيتم على اعتباره رئيساً سابقاً للجمهورية، وعلى هذا الاساس سيفتح له صالون الشرف في مطار بيروت عند وصوله، وستؤمّن له حراسة يتولاها عناصر من قوى الامن الداخلي". واضافت المصادر ان "الجميّل سيقطن في مسقط رأسه في بكفيّا، لا في سن الفيل"، موضحة ان "لا علاقة لعودته بوضع حزب الكتائب اللبنانية بعد وفاة رئيسه جورج سعادة، وقبل اسابيع او اشهر على انتخاب خلف له". على صعيد خرق طائرات حربية إسرائيلية جدار الصوت الذي كان توقف منذ ما يقارب السنتين في أجواء بيروت وضواحيها، أدت الإتصالات التي إجريت بين رئيسي الجمهورية والحكومة إلى إتفاق على تحرك ديبلوماسي باعتبار هذا العمل عدوانياً واستفزازياً. وطلب الحص بصفته وزيراً للخارجية من الأمين العام للوزارة السفير ظافر الحسن توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أشارت إلى الإنتهاكات الإسرائىلية متمنياً عليه وضع حد لها. وكلّف الحسن تقديم شكوى إلى لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل باعتبار طلعات الطيران الإسرائيلي وخرق جدار الصوت على علو مخفوض يثير الذعر في صفوف المدنيين والخوف في قلوب الأطفال والمسنين. كما كلف بنقل الشكوى اللبنانية إلى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.