أعلن نائب صيدا رئيس التنظيم الشعبي الناصري، مصطفى سعد امس اسماء ثلاثة ضباط في الجيش اللبناني اتهمهم بالتورط بمحاولة اغتياله في عام 1985، ابرزهم مدير المخابرات آنذاك العميد سيمون قسيس راجع ص 4. وجاء اعلان سعد الاسماء، وقوله ان المحاولة التي استهدفته أدت الى فقدانه بصره واصابات بالغة في وجهه تمت بتنسيق بين مخابرات الجيش و"القوات اللبنانية"، في تصريحات ادلى بها امس رداً على اعلان النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم ان ربط سعد، في كلامه الاحد الماضي بين اعداد المحقق في محاولة اغتياله، القاضي الراحل حسن عثمان، لإصدار قرار ظني في القضية، واغتيال القضاة الاربعة في صيدا مطلع الشهر الماضي، ومنهم عثمان، هو "تحليل سياسي". وأدت تصريحات سعد الأحد بأن "اجهزة كبيرة" وراء اغتيال القضاة الاربعة، الى تفاعلات قضائية وسياسية، منها تصريح للقاضي عضوم بعد اجتماع عقده المحقق العدلي في جريمة اغتيال القضاة، القاضي ريمون عويدات مع سعد مساء الاحد لاستيضاحه تصريحاته. ونفى سعد مقولة "التحليل السياسي" في وصف التلميحات والمعطيات التي تحدث عنها، وقال ل"الحياة" ولإحدى الاذاعات امس ان ما كشفه يستند الى معلومات لديه "لا يمكن اعلانها". وأكد ل"الحياة" انه كان ادعى على الضابط قسيس وبعض الضباط الآخرين امام المحقق العدلي كاشفاً انه سلم القاضي عثمان نسخاً عن وثائق مهمة ما زال يحتفظ بها خارج لبنان، هي الاعترافات التي ادلى بها عدد من الذين اوقفهم التنظيم الناصري "يوم كنا كغيرنا قوى امر واقع". وزاد انه يحتفظ ايضاً بشريط فيديو عن "التحقيقات التي شملت بعض الضباط ممن اوقفناهم ثم تركناهم فغادروا الى الخارج". وكان سعد اعلن اسمي ضابطين اضافة الى قسيس في تصريحات اذاعية. وأضاف انه ادعى ايضاً على عناصر من "القوات اللبنانية" بينها الياس كساب ويوسف حداد وميشال زوين "وأعتقد ان الاخير قتل في صدام في الاشرفية". على صعيد آخر، تشهد العلاقات بين الحكم اللبناني والمعارضة، تطوراً بارزاً اليوم اذ يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط القصر الجمهوري في بعبدا للقاء الرئيس العماد إميل لحود، وهذا ثاني اجتماع بينهما منذ تولي الاخير الرئاسة، والاول بعد اعتذار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عن عدم تشكيل حكومة. وذكرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان اللقاء تم ترتيبه بناء على تدخل القيادة السورية التي اسدت اخيراً نصائح الى الحكم والمعارضة بتهدئة الصراع السياسي في البلاد على ابواب مرحلة اقليمية حرجة، عنوانها امكان استئناف مفاوضات السلام على المسارين السوري واللبناني، واحتمالات تعرض البلدين لضغوط، خصوصاً بعد العدوان الاسرائيلي الذي استهدف البنى التحتية في لبنان اواخر الشهر الماضي. وحضت دمشق حلفاءها جميعاً والحكم على فتح حوار وتهدئة الوضع السياسي. وكانت العلاقة بين لحود وجنبلاط بلغت مرحلة من التوتر خصوصاً بعد نزع تمثال الزعيم الراحل كمال جنبلاط من قصر بيت الدين، الذي أعاده لحود مقراً صيفياً للرئاسة الاولى. وقالت مصادر متصلة بجنبلاط الذي طلب الموعد اول من امس، انه سيعرض للحود ملاحظاته على الحكم والحكومة خلال لقائهما اليوم. واجتمع جنبلاط مساء امس الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتشاور معه عشية زيارته قصر بعبدا!