كشفت الولاياتالمتحدة النقاب عن اتفاق سري وقعته مع الدنمارك في ذروة الحرب الباردة اوائل الستينات، يعطيها حق تحويل الاراضي الدنماركية قاعدة لعمليات عسكرية في مواجهة الاتحاد السوفياتي. كما يتيح لها التصرف بحرية داخل الاراضي الدنماركية لاغراض عسكرية، بما في ذلك ادخال اسلحة نووية اليها. رفع الأرشيف المركزي في الولاياتالمتحدة الختم السري عن ملفات تتعلق بالعلاقة العسكرية والسياسية مع الدنمارك خلال فترة الستينات. وجاء في احدى المستندات التي خرجت الى العلن ان الدولتين اتفقتا على ان يسمح للولايات المتحدة احتلال أجزاء من المملكة الدنماركية وادخال اسلحة نووية اليها من دون اذن مسبق أو استشارة المسؤولين الدنماركيين، وذلك في حال احتاجت الولاياتالمتحدة الى استخدام الدنمارك قاعدة لعمليات حربية ضد دول اخرى، المقصود بها في ذلك الوقت الاتحاد السوفياتي. والمستند الموقع في السابع عشر من كانون الأول ديسمبر 1963 بين حكومة الدنمارك وواشنطن هو عبارة عن اتفاق مبدئي لم يكن ينقصه سوى الاعلان عنه رسمياً من قبل الدولتين. ومعلوم ان الولاياتالمتحدة أعلنت مرات عدة أنها قلقة من كيفية نقل الصواريخ النووية الى الدنمارك والنرويج في أقصر وقت ممكن. وأعلن في تلك الفترة المسؤول العسكري الأول في حلف شمال الاطلسي الجنرال بيومان الذي كان يخدم في المركز الرئيسي للحلف في كولسوس خارج العاصمة النرويجيةاوسلو، أنه قلق ازاء عامل الوقت الذي يحتاجه الحلف لنقل أسلحة نووية الى تلك الدول في حال الدخول في حرب مفاجئة. وشجع الجنرال بيومان وزراء الدفاع في النرويج والدنمارك على ان يدرسوا الوضع بدقة لجهة الخطورة المتمثلة في عامل الوقت، في حال احتاج الحلف الى نقل صواريخ نووية. وذكر في رسالته الى الوزراء ان ادخال صواريخ نووية ليس كبسة زر فحسب بل يحتاج الى وقت. وتضمن الاتفاق حق الولاياتالمتحدة في ان تستخدم كل الأماكن والمنشآت التي تراها مناسبة وضرورية، في حال احتاجت الى ذلك. وتحتفظ اميركا بحق استخدام القوة لاخماد أي انتفاضة شعبية أو عسكرية قد تقف بوجهها، في حال أقدمت على احتلال أجزاء من تلك الدولة. ووعدت الحكومة الدنماركية الولاياتالمتحدة في تلك المعاهدة ان تؤمن لها يد عاملة مجانية في حال احتاجت الى ذلك. وذهل الشارع الدنماركي الذي لم يكن على علم بالاتفاق، لهذه المعلومات التي كشفتها واشنطن. وقال المؤرخ الدنماركي باول يللايومي ان هذا الاتفاق بين الدولتين غريب في حد ذاتها، خصوصا وانه شرع احتلال الدنمارك واستطاعت الولاياتالمتحدة من خلاله الحصول من الدنمارك على تنازلات أكثر بكثير من التي حصلت عليها من قبل حلفائها الرئيسيين في أوروبا الغربية.