افتتح مساء امس في القاهرة، مؤتمر التحالف الدولي من اجل السلام جماعة كوبنهاغن الذي قاطعته السلطة الفلسطينية، وتغيب عنه وزير الخارجية المصري عمرو موسى، فيما قللت الحكومة الاسرائيلية المنصرفة من شأنه، واوفدت الناطق باسم السفارة الاسرائيلية لدى مصر ايليت يهياف لتمثيلها بصفة مراقب. وفي المقابل، احتشد نحو 600 من معارضي التطبيع في قاعة أحد الفنادق الكبرى في القاهرة للتنديد بالمؤتمر. وأعلن المشاركون في البيان الختامي العزم على عقد مؤتمر عربي شعبي قبل نهاية العام الحالي لمقاومة التطبيع مع اسرائيل، كما قرروا تأسيس جمعية مصرية لحماية "الثوابت الوطنية والقومية". وإُعلن في غزة امس ان الرئىس ياسر عرفات رفض الدعوة للمؤتمر لانه لا يرغب بالتغيب في وقت يعمل فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك على تسمية وزراء حكومته العمالية. ومن المتوقع ان يجري عرفات اليوم في القاهرة محادثات مع الرئيس حسني مبارك تسبق لقاءه المرتقب مع باراك. اما مسؤول ملف القدس في السلطة السيد فيصل الحسيني فقال ل"الحياة" إن "التطبيع يأتي نتيجة للسلام الشامل وليس قبل تحقيقه". وكان الحسيني وصل الى القاهرة اول من امس في سياق وصول الوفود المشاركة في مؤتمر "جماعة كوبنهاغن"، لكنه اعلن بصورة مفاجئة انه لن يشارك في المؤتمر وان السلطة الفلسطينية لم تكلفه بحضوره. وجاء إعلان الحسيني ضربة جديدة لمنظمي المؤتمر الذين كانوا يأملون في رعاية رسمية من الاطراف المعنية، وفي مقدمها مصر وفلسطين، للدور الذي يقومون به لجهة ما اطلقوا عليه "تعميق ثقافة السلام" بين شعوب المنطقة. وعلمت "الحياة" من مصادر موثوقة أن غياب الحسيني عن المؤتمر، جاء بعد التأكد من عدم المشاركة الرسمية للحكومة المصرية سواء في الجلسة الافتتاحية او فعاليات المؤتمر. وقال الحسيني إن "مؤسسات فلسطينية غير حكومية ستشارك في المؤتمر"، مشيرا الى ان "السلطة الوطنية ومنظمة التحرير تنشطان في كل الفعاليات التي تناقش قضية الوطن، وتنظر الى المؤتمر الحالي على انه مؤتمر للحوار، ولا نتحدث عن كونه عملية تطبيع، ومواقفنا واضحة، فلا تطبيع قبل تحقيق السلام الشامل والعادل". وكان الحسيني التقى صباح أمس رئيس جماعة القاهرة للسلام السيد صلاح بسيوني وابلغه بقرار مقاطعة المؤتمر، وقال: "أكدت لبسيوني أن موقفنا ليس معادياً للمؤتمر او مضاداً له، وإنما أملته تطورات متلاحقة". وعلى الجانب الاسرائيلي، قال مسؤولون ان باراك كان سيوفد لتمثيله في القاهرة رئيس الحكومة السابق شمعون بيريز. وبحسب الصحافة الاسرائيلية فان وزير الخارجية المنصرف ارييل شارون رغب في مقاطعة هذا المؤتمر بسبب المواضيع المطروحة للبحث فيه والتي تتناول الرغبة في وضع حد لثلاث سنوات من توقف عملية السلام. ورأى الوزير الاسرائيلي في ذلك اشارة الى مسؤولية حكومة نتانياهو في جمود عملية السلام. ومن المقرر ان يشارك في المؤتمر الذي يستمر 3 أيام، المبعوث الاميركي للشرق الاوسط دنيس روس، كما ينتظر ان يصل المبعوث الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس وبيريز اليوم. وفي المقابل، عقد العشرات من مناهضي التطبيع مؤتمرا في احد فنادق القاهرة احتجاجاً على مؤتمر "جماعة كونبهاغن". وازدانت قاعة المؤتمر بلافتات كتب عليها: "القوى الوطنية المصرية تقف موحدة في مواجهة الاستسلام"، و"المثقفون يرفضون جماعة كوبنهاغن ومؤتمرها المشبوه"، و"التطبيع مع الصهاينة عار".