يشكل اهتمام وزارة السياحة السورية بتنظيم "معرض الزهورالدولي" حدثاً سنوياً يتكرر منذ 27 عاماً في العاصمة السورية، وتجري له الاستعدادات على مدى شهور طويلة. ويعتبر الدمشقيون "الوردة الشامية" رمزاً للجمال والاصالة والمودة فهي اجمل واشهر ورود دمشق. ولهذه الوردة سحرها الخاص وتأثيرها المميز على السوريين الذين يرتبطون معها بقصة عشق ابدية كارتباط اسمها باسم مدينتهم . ودفع هذا الشغف بالوردة وزارة السياحة إلى اتخاذ "الوردة الشامية" شعاراً ل "معرض الزهورالدولي"، الذي تقيمه ، كأحد النشاطات السياحية والثقافية ذات الطابع الترويجي والتسويقي، وذلك في إطار سعيها الى إحياء انماط سياحية ذات مكونات جديدة تغري السائح وتجذب الزائر. واقيم معرض الزهور هذا العام في حديقة "تشرين" اكبر حدائق دمشق بين 15و30 الشهر الماضي بمشاركة دول عربية واجنبية عدة وجهات محلية مختصة وبعض الشركات الدولية. واستقبلت اجنحة المعرض زوارها بتنوع يتناسب مع تنوع المشاركات المحلية والعربية والدولي. ويبدأ التحضير للاشتراك في المعرض قبل ثمانية اشتهر حيث تقوم المشاتل والجهات المشاركة بزراعة شتل الازهار التي تريد الاشتراك بها وقبل المعرض باشهر عدة يتم حجز المساحات والاجنحة. لكن احد المشاركين يقول :"ارتفعت رسوم الاشتراك هذا العام الى 400 ليرة للمتر المربع وبالتالي فان المبالغ التي يدفعها كل مشترك تراوح بين 15 و30 الف ليرة سورية الدولار يساوي خمسين ليرة بينما كانت العام الماضي لاتتجاوز خمسة الاف ليرة لكل جناح". ويضيف اخر :"تبذل وزارة السياحة جهدها لتأمين الاجواء والمستلزمات المطلوبة للاجنحة كافة، غير ان خفض رسوم الاشتراك يحفز على اشتراك جهات اكثر خصوصا وان حركة البيع ضعيفة". وعكس جناح لبنان طابعا خاصاً به اذ منحته اشجار الارز هويته الخاصة اضافة الى اللمسات الفولكلورية النابعة من التراث اللبناني والتي منحت طابعاً سياحياً ترويجياً. اما الجناح الاردني فجاء تصميمه من صميم حياة الاردن البدوية ممزوجة مع طبيعة البحر الميت ومنتجاته المعروضة كمكون سياحي. ويقول مدير الجناح الاردني :"اعتمادنا على هذه المفردات السياحية كنوع من التسويق والتعريف للمساهمة في جذب السائح السوري لزيارة الاماكن التاريخية والمعالم الاثرية وبالتالي هي وسيلة لتبادل المعلومات". وعلى رغم تخوف المشاركين في المعرض الأخير من قلة الزوار، لا سيما بعد تقديمه 15 يوماً قبل موعده الاساسي، في وقت كان اكثر الاسر مشغولاً بامتحانات المدارس والجامعات، فان الخوف تلاشى بسبب الاقبال الكبير. وتقول احدى السيدات :"ازور المعرض كل سنة وهو يجذبني لانه يجدد علاقتي مع الطبيعة الجميلة ويلون احاسيسي بتلون وروده المعروضة في كل الاجنحة، اضافة الى ان الحسومات خلال العرض تتيح لي اقتناء انواع مختلفة منها". ويقول احد المشاركين في المعرض "انني من عائلة اشتهر معظم افرادها بزراعة الازهار والورود على ضفاف بردى ونشارك منذ تأسيس المعرض بهذه التظاهرة الحضارية"، مشيراً الى ان "تجمع كل انواع الورود خلال فترة زمنية معينة في اجمل واكبر حديقة سورية يعمق العلاقة القديمة بين الورود وتراثنا وعاطفتنا التي تنشد الجمال والحرية". وتشير المهندسة ريتا الى ان المعرض "يحاول تجديد نفسه عاماً بعد عام بابداعات وتقنيات مختلفة سواء باسلوب العرض او اضافة انواع اخرى من الزهور". ويوضح صاحب جناح "فلوريدا" انه رغم الاقبال الكبير على اجنحة المعرض للاطلاع على الزهور والنباتات، فان الاقبال على اقتناء الزهور والورود ضعيف جدا لأن "الزائر يأتي فقط للترويح عن نفسه". وعلى رغم بعض الصعوبات فان المعرض، كما تصفة احدى الزائرات من هولندا، "رسالة حضارية تشيع الفرح العام وتروح عن النفس لا سيما عندما تختلط روائح الورود بالنسيم العليل في جو ساحر لا تجده الا في مدن المشرق". وتضيف صديقتها "اتمنى لوكان زوجي معي في هذا المكان الجميل فهو يحب الورود كثيرا غير اني اقوم بالتقاط الصور لمعظم الاجنحة لكي اخذها معي". ورافقت المعرض فاعليات فنية وثقافية متنوعة منها الكرنفال والمرافق للافتتاح حيث زينت مجموعة كبيرة من السيارات والعربات المصممة في شكل جذاب بالورود وجابت شوارع العاصمة اضافة الى الحفلات الموسيقية والفولكلورية التي اقيمت في الهواء الطلق داخل الحديقة والمسابقات لاجمل وردة واجمل جناح واجمل حديقة. غير ان اللافت هذا العام هو مسابقة جديدة على ارقام بطاقات الدخول والتي كان من نتائجها الفورية خلو ارض حديقة "تشرين" من أي قصاصة ورق واحدة على عكس السنوات الماضية.