استعادت مجموعة "اونا" سيطرتها على الشركة الوطنية للاستثمار SNI وأصبحت تسيطر على 35 في المئة من مجموع رأس مال ثاني أكبر شركة اقتصادية في المغرب بعد شراء حصة عشرة في المئة من الشركة كانت تملكها مجموعة "اكسا - الامان" حليفها الجديد. وقال رئيس "اونا" مراد شريف: "إن العملية تندرج في سياق منطق التكامل الصناعي للمجموعة التي تعزز نشاطها في قطاعات الاسمنت والزراعة الغذائية". وبلغت قيمة الصفقة التي جرت في بورصة الدار البيضاء أول من أمس نحو 5.17 مليون دولار. وكانت "اونا" و"اكسا" الفرنسية أعلنتا الأسبوع الماضي تنسيق نشاطهما في قطاع التأمين وتأسيس تحالف مالي عبر دمج "الافريقية للتأمين" و"أكسا الامان" للتأمين، ما يمكّن المجموعة الجديدة من السيطرة على 21 في المئة من مجموع سوق التأمينات. وحسب التركيبة الجديدة لرأس مال "الوطنية للاستثمار" نجحت "اونا" بالتفوق على "مجموعة عثمان بنجلون" التي باتت تملك حالياً 25 في المئة من الأسهم فقط من خلال شركة "التأمين الوطنية" التي كانت السيطرة عليها، وكلفت "بنجلون" اقتراض 162 مليون يورو من سوق فرانكفورت ضمن تحالف مع 25 مصرفاً دولياً. وباتت "اونا"، بعد تحالفها مع "اكسا"، في موقع الريادة في السوق المغربية، ما يفتح أمامها امتلاك عشرة في المئة إضافية من أسهم "الوطنية للاستثمار" لترفع حصتها إلى نحو 43 في المئة من اجمالي رأس المال. واعتبر مراقبون ان معركة السيطرة على الشركة "الوطنية للاستثمار" لم تنته بعد لصالح "اونا" لأن بعض الحصص لا يزال في حوزة شركات تأمين صغيرة مثل "مامدا" و"ماكما" و"الشركة العامة للأبناك" التابعة ل"سوسيتيه جنرال" الفرنسية. وتعتقد المصادر ان مصير تلك الأسهم سيحدد مستقبل "الوطنية للاستثمار" على اعتبار ان شركات التأمين المعنية تملك مساهمات في رأس مال "المصرف المغربي للتجارة الخارجية" التابع لمجموعة "بنجلون". ويمنح التحالف القائم مع "اكسا" حظوظاً اضافية ل"اونا" لتملك الحصص التابعة لمصارف فرنسية ما يعزز الاحتمال بقيام عملاق مالي يضم "اونا" و"اكسا" و"البنك التجاري المغربي" الذي يتهيأ لشراء حصص "بنك ناسيونال دي باري" في "المصرف المغربي للتجارة والصناعة"، في مواجهة تحالف "بنجلون" الذي يضم "المغربي للتجارة الخارجية" و"الوطنية للتأمين والملكية للتأمين". ولم تكشف المجموعة الأخيرة عن مشاريع تحالفها مع "كومرتز بنك" الألماني الذي يملك عشرة في المئة من "المغربي للتجارة الخارجية"، وحصصاً أخرى في "الوطنية للتأمين". وكان المصرف الألماني تولى قيادة ترتيب قرض شراء الحصص الفرنسية "جان" في "الشركة الوطنية للتأمين". يذكر ان مجموعة "الشركة الوطنية للاستثمار" التي تتنافس عليها "اونا" و"بنجلون" خصصت عام 1994 وكانت حققت أرباحاً مدمجة عام 1998 بلغت 1.1 بليون درهم نحو 115 مليون دولار بزيادة نسبتها 3.7 في المئة، وبلغت الحصيلة الصافية للمجموعة 596 مليون درهم نحو 62 مليون دولار مقابل 505 ملايين درهم عام 1997 بنمو قدره 18 في المئة. وتمكنت الشركة العام الماضي من خفض حجم الديون إلى 80 مليون درهم فقط، بعدما كانت تقدر بنحو 1.1 بليون درهم عام 1997، وهي استثمرت 100 مليون دولار لتطوير الوحدات الجديدة التي تملكتها في قطاعات عدة. وتساهم "الوطنية للاستثمار" في رأس مال نحو 30 شركة صناعية أخرى تراوح المساهمات بين 20 و100 في المئة وهي تتوزع بين قطاعات مواد البناء الاسمنت والحديد والصناعة الغذائية والمشروبات الجعة والزيوت والتعليب، والمال والمحافظ الاستثمارية، وصناعة السيارات بيرلي ورينو والصناعة الكيماوية والمعدنية. وكانت "الوطنية للاستثمار" تملكت شركة "سوناسيد" لصناعة الألياف الفولاذية في الناظور عقب تخصيصها قبل ثلاث سنوات ودخلت في شراكة مع مجموعة "اوسين" الاسبانية وتنوي استثمار 60 مليون دولار لتطوير انتاج قضبان الحديد المستخدمة في البناء والاستفادة من مشروع بناء ميناء طنجة التجاري على المحيط الاطلسي الذي تنجزه مجموعة "بويغ" الفرنسية بتكلفة 400 مليون دولار. ويُفسر المراقبون التنافس بين "اونا" و"بنجلون" بكونه مقدمة لتغيير تركيبة رأس المال المغربي الخاص والخروج من استثمارات العائلات الثرية نحو بداية عهد المجموعات الاقتصادية والمالية العملاقة القادرة على التحالف والمنافسة الدولية.