قابلت الأوساط العربية في لندن بارتياح أول من أمس تعيين بيتر هين 49 عاماً، الناشط السابق ضد التمييز العنصري في جنوب افريقيا، وزيراً للدولة في وزارة الخارجية مختصاً في شؤون الشرق الأوسط. ويحل هين محل جيفري هون، الذي تسلم المنصب اثر وفاة ديريك فاتشيت المفاجئة بالسكتة القلبية في أيار مايو الماضي. وجاء تعيين هين في الوقت الذي كان جيفري هون في فلسطين، التي يزورها ضمن جولته الأولى في الشرق الأوسط. وعرف ان تعيين الوزير الجديد جاء بطلب خاص من وزير الخارجية روبن كوك، الذي تربطه بهين علاقة سياسية تعود الى سنين. ورحب ديبلوماسيون عرب أمس بتعيين هين. وقال ممثل الجامعة العربية في بريطانيا السيد غيث ارمنازي ل"الحياة": "نرحب ببيتر هين وزيراً جديداً لشؤون الشرق الأوسط، وسنتعاون معه مثلما مع سابقيه. اننا نعرف عن اطلاعه الواسع على شؤون الشرق الأوسط ونتطلع الى تنمية علاقاتنا معه". فيما اعتبر كريس دويل، المسؤول الاعلامي ل"مجلس تحسين التفاهم العربي البريطاني" ان "تعيين شخص له تجربة مع الشرق الأوسط تطور ايجابي". وكان جيفري هون، وهو محام سبق له ان شغل منصباً في وزارة المال، اعترف عند تعيينه خلفاً لفاتشيت بأنه لا يعرف الكثير عن الشرق الأوسط. وأثار خطابه الأول الى الجالية العربية في بريطانيا استياء ملحوظاً من الحضور، الذين احتجوا على ازدواجية معيار السياسة البريطانية تجاه العراق من جهة واسرائيل من جهة اخرى. واتهمه البعض بالعجرفة وقتها. وسادت تكهنات بعد وفاة فاتشيت بأن هين، الذي كان يعمل في وزارة شؤون ويلز وقتها، سيعين خلفاً له. ولاحظت صحيفة "جويش كرونيكل" اليهودية البريطانية انه "عبّر عن تأييد قوي للفلسطينيين وانتقد سياسة اسرائيل في الأرض المحتلة". وقابل اعضاء "اصدقاء اسرائيل في حزب العمال" بإرتياح تعيين هون. وعبرت مصادر عربية عن القلق من ان الوزير الجديد سيتعرض لضغوط قوية كي يتخلى عن تأييده للفلسطينيين. وكان اجتماعه الى سفير اسرائيل درور زيغرمان اول لقاء رسمي له مع ديبلوماسي من المنطقة. لكن يعرف عن بيتر تمسكه بالمبادىء. وانتقد حكومته بشدة قبل اسابيع متهماً اياها بتوجيه "اهانات مجانية" الى مؤيديها التقليديين. نشأ بيتر هين في جنوب افريقيا لهجته لا تزال تنم عن وطنه الأول وسلطت عليه الصحافة الاضواء للمرة الاولى في السبعينات عندما كان ناشطاً ضد التمييز العنصري. كما نشط في مجال الصراع ضد النازية ومن اجل نزع السلاح النووي. ومن بين مسؤولياته الجديد، اضافة الى ملف الشرق الأوسط، قضايا حقوق الانسان وجنوب اسيا والكومنولث والأمم المتحدة ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل والعلاقات الاقتصادية. وجاء تعيين هين ضمن تعديل وزاري اجراه رئيس الوزراء توني بلير. وتسلم جيفري هون في التعديل منصب وزير دولة مسؤول عن العلاقات مع اوروبا وشرق اوروبا والدفاع. واثار اهتمام المراقبين في التعديل ايضا تعيين اول وزيرة سوداء في حكومة بريطانية، وهي البارونة سكوتلاند، التي أصبحت وزيرة لشؤون شمال اميركا والكاريبي في وزارة الخارجية.