أجرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تعديلاً وزارياً واسعاً أمس، شمل تعيين الوزير السابق لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية جيفري هون في منصب وزير الدفاع محل جورج روبرتسون. وأعاد بيتر ماندلسون الى الحكومة في منصب وزير ايرلندا الشمالية بدلاً من مو مولام. وكان التعديل الوزاري متوقعاً، لكن كثيراً من التعيينات الجديدة كانت مفاجئة. وكذلك الحال بالنسبة الى رحيل جاك كانينغهام الوزير المكلف إدارة شؤون الحكومة الذي حلت مولام محله. ويعكس تعيين هون في منصبه الجديد صعوده السريع في ادارة بلير. وكان هون عُيّن وزير دولة لشؤون الشرق الاوسط خلفاً لديريك فاتشيت الذي توفي في أيار مايو الماضي. لكن بعد ذلك بشهرين، حل بيتر هاين محل هون الذي اصبح وزيراً للدولة لشؤون أوروبا وأوروبا الشرقية والدفاع. واخذاً في الاعتبار الأهمية التي تحتلها بعض بلدان الشرق الاوسط كحلفاء وفي مجال الدفاع وكمشترين اساسيين للاسلحة من بريطانيا، يبقى تعزيز العلاقات مع نظرائه العرب أحد الاوجه الحيوية لدور وزير الدفاع البريطاني الجديد. وانتقل نجم صاعد آخر هو ألان ميلبورن من منصب كبير امناء وزارة الخزانة ليصبح وزيرا للصحة، فيما حل محله اندرو سميث الذي كان وزير دولة في وزارة التعليم والتشغيل. واثار تعيين ماندلسون دهشة في بعض الاوساط، اذ جاء بعد اقل من عشرة اشهر على استقالته من منصبة كوزير للتجارة، بعد فضيحة اخفائه قرضا لشراء منزل. وكان التعديل الوزاري اصبح محتماً في اعقاب تولي وزير الدفاع السابق منصب الأمين العام لحلف الاطلسي، ثم اعلان وزير الصحة فرانك دوبسون اول من امس انه ينوي الاستقالة ليكرس كل طاقاته لخوض المعركة في ايار مايو المقبل على منصب رئىس بلدية لندن. ويُظهر تعيين ماندلسون في منصبه الجديد كوزير لايرلندا الشمالية تقدير بلير العالي لمواهبه واحساسه بالفراغ الذي خلفه وراءه في الحكومة. وكان ماندلسون شخصية مثيرة للجدل، حتى انه لُقّب في بعض الاوساط ب "امير الشر". لكن بلير صرح ذات مرة ان المهمة التي اضطلع بها لتحديث حزب العمال لن تكتمل الاّ عندما يتعلم الحزب اظهار الود تجاه ماندلسون. وعُيّن ماندلسون في منصب وزير من دون حقيبة في السنة الاولى من حكم حزب العمال. وعندما جرت ترقيته العام الماضي الى منصب وزير تجارة، اوكلت اليه مسؤولية انجاز "قبة الألفية" التي يستمر العمل في بنائها في ضاحية غرينيتش في شرق لندن. ويتولى ماندلسون منصب وزير الدولة لشؤون ايرلندا الشمالية في مرحلة حساسة من عملية السلام المتعثرة. وقال الزعيم الايرلندي جو تايلور ان "ماندلسون سياسي بارع ومقتدر للغاية". لكن إيان بايزلي الزعيم البروتستانتي المتشدد قال إن "ما يؤسف له ان تحصل ايرلندا الشمالية على سياسي فاشل آخر في مكان مولام". وأشاد جيري ادامز رئىس حزب "شن فين" القومي الايرلندي بحرارة بالوزيرة السابقة مولام، مشيراً الى انه سيسعى الى لقاء عاجل مع ماندلسون.