باشر المرشحون لانتخابات مجلس الأمة البرلمان الكويتي والمجموعات السياسية اتصالات الساعة الأخيرة لمحاولة عقد تحالفات تحقق لكل مرشح الهامش المطلوب من الأصوات للفوز بالمقعد البرلماني. وستستمر هذه الاتصالات والمحاولات طوال ساعات الاقتراع الاثنتي عشر التي تبدأ الساعة الثامنة صباح اليوم وتنتهي عند الساعة الثامنة ليلاً، اذ سيراقب كل مرشح عملية الاقتراع ساعة بساعة ليحدد في المساء ما اذا كان بحاجة لتبادل الأصوات مع مرشح منافس. ومن المتوقع ان تشهد الانتخابات اليوم اقبالاً تتجاوز نسبته الثمانين في المئة من مجموع 110 آلاف ناخب، على رغم ظروف الطقس الشديد الحرارة، اذ ساهم قرار الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح حل البرلمان في الرابع من ايار مايو الماضي بطلب من الحكومة في تسخين الحملات الانتخابية، خصوصاً ان الجمهور الكويتي رأى ان مبررات الحكومة لحل المجلس غير عادلة. وتشير قراءة توجهات الناخبين الى ان فرص الفوز تكاد تنحصر في 100 من اصل 285 مرشحاً، ومن بين 70 مرشحاً من المعارضة هناك 38 إسلامياً، بينهم 10 من الشيعة، و14 ليبرالياً والبقية من المستقلين. ويقدَّر ان لنصف المرشحين المعارضين فرصة للمنافسة على المقعد البرلماني، غير ان هناك 15 دائرة من اصل 25 دائرة انتخابية تشهد صراعاً بين المعارضين انفسهم ومن ضمن التوجهات ذاتها. تحالفات الساعة الأخيرة وترددت في الكويت معلومات متباينة عن اتفاقات أُبرمت في شتى الدوائر بين المرشحين لتبادل الأصوات والدعم، كما ان ساعات الاقتراع اليوم ستدفع نحو تحالفات اخرى وتحالفات مضادة. ويملك كل مرشح، عادة، عدداً من المؤيدين الذين يتمكن من التصرف في اختياراتهم ويحتفظ بهم حتى الساعتين الاخيرتين من النهار ليعرض على مرشح آخر تبادل الأصوات على اساس كشف واضح وصريح وعدد متفق عليه من اصوات المؤيدين، ويشير تاريخ الانتخابات الكويتية الى ان مثل هذه الاتفاقات تكون - أحياناً - الفارق بين الفوز بالمركز الأول والخسارة. وتشير المعلومات التي استقتها "الحياة" الى تحالف متوقع بين مشاري العنجري ومشاري العصيمي في دائرة "الفيحاء" بمواجهة تحالف أقل صلابة بين فهد الخنّة ومحمد المقاطع، وفي "الروضة" قد يتبادل فيصل الشايع وعادل الزواوي الأصوات. وفي "الخالدية" هناك توجه لدى الكتلة الاسلامية لتوزيع الأصوات بين سليمان المنصور وجمال شهاب، فيما سيذهب بعض الاصوات الاسلامية لأحمد السعدون الذي يفضل، بدوره، ان تقدم قاعدته من الناخبين صوتها التالي لخالد العجران المرشح غير المؤهل للمنافسة. وفي "كيفان" قد يتفاهم خالد الصانع واسامة المسعود على تبادل الأصوات. اما الاسلاميون فيوزعون اصواتهم بين عدد من المرشحين. لكن وليد الطبطبائي ووليد الوهيب سيحصلان على بطاقات انتخابية كثيرة مشتركة. اما في "الشرق" فهناك تحالف قائم بين عدنان عبدالصمد والدكتور مصطفى الموسوي، كذلك هناك في "الجهراء" تحالف قديم ومستمر بين طلال العيّار وطلال السعيد. اما في "الجهراء الجديدة" فهناك تحالفان واضحان: الاول بين القريبين من الحكومة فينزل العنزي ومطلق ابو ظهير مقابل تحالف بين الاسلامي عواد برد العنزي والليبيرالي احمد الشريعان، وربما تكون هذه الحالة اليتيمة في الكويت التي يتفاهم فيها اسلامي مع ليبيرالي اذ ان شأنهم عادة الخصومة الشديدة. وفي الدوائر الجنوبية حسمت الانتخابات الفرعية القبلية التحالف باكراً، ففي "الاحمدي" هناك تحالف بين سعدون حماد العتيبي وعايض العازمي ضد قبيلة "العجمان"، وفي "الرقة" تحالفت قبيلة "مطير" مع "العوازم" ضد "عتيبة" المتحالفة مع "شمر"، كذلك هناك تحالف بين قبيلة "سبيع" مع عشيرة "الكنادرة". وفي "الفحيحيل" يستمر التحالف القديم بين "الهواجر" و"العوازم" ويتبادل سعد مبارك الهاجري وراشد سيف الحجيلان الاصوات. وتشير المعلومات الى ان ظروف كل دائرة هي ما يحدد التحالفات، وليست العصبية القبلية او التوجه الايديولوجي، فالمعارضة بفصائلها الليبيرالية والاسلامية تواجه اسوأ الاوضاع ومرشحوها مهتمون باسقاط كل منهم الآخر. فالاسلاميون يتحالفون مع صالح الفضالة المستقل عن طريق مرشحهم جاسم العمر لاسقاط الليبيرالي سامي المنيّس في "العديلية"، في حين يتحالف الليبيرالي عبدالمحسن المدعج مع عبدالله الطويل للاستفادة من قوة الليبيراليين في "مشرف" ضد الاسلامي اسماعيل الشطي. اما الناخبون الشيعة الذين كانوا يمثلون الثقل المرجَّح بين المرشحين السنة في بعض الدوائر فموقفهم اليوم اقل وضوحاً، ومن المتوقع ان يقل دعمهم لعبدالله النيباري في "الضاحية" وسامي المنيس في "العديلية" بسبب ترشح عدد من الشيعة في هاتين الدائرتين، لكن الصوت الشيعي سيستمر في دعم الليبيراليين في دوائر اخرى، مثل محمد الصقر في "الشامية" واحمد الربعي في "الخالدية"، كذلك سيدعم الشيعة سعدون حمَّاد في "الاحمدي" وخلف دميثير في "الصليبيخات" وفهد الميع في "الصباحية". ومع اقفال صناديق الاقتراع مساء اليوم سيفتح عهد جديد في الديموقراطية الكويتية، ويتوقع سياسيون ان تبلغ نسبة التغيير 50 في المئة في اسماء المرشحين، لكن خريطة المقاعد البرلمانية لن تتغير كثيراً على الارجح.