على رغم المنع الرسمي قطعت القبائل في الكويت شوطاً في اجراء الانتخابات "الفرعية" متبعة اساليب سرية في اجرائها، وأثمرت انتخابات قبيلة "العجمان" عن اقصاء النائب السابق هادي الحويلة وتعزيز موقع النائبين خالد العدوة ووليد الجري. أجرى "العجمان" انتخاباتهم في دوائر الاحمدي والرقة. وسيقيم "العوازم" انتخابات فرعية في السالمية وأم الهيمان والرقة، والرشايدة في الفروانية. اما قبيلة "عنزة" فاختارت مرشحيها في الجهراء بالتراضي ومن دون انتخابات، كذلك فعل "الظفير" في الدائرة نفسها. ويمكن فهم اهمية متابعة هذا "الموزاييك" من القبائل في الانتخابات الكويتية، اذا عُلم ان نواب القبائل يمثلون نصف اعضاء مجلس الأمة البرلمان وأكثر من 40 في المئة من عدد الناخبين. وكانت وزارة الداخلية حذرت من يرتبون لهذه الانتخابات او يشاركون فيها بأن القانون يعرضهم لعقوبة السجن او الغرامة. لكن القبائل لم تتردد في تجاهل هذه التحذيرات وترتيب الانتخابات الفرعية باتباع اساليب ملتوية، وأكثر الطرق اتباعاً هو اختيار عينة عشوائية من الناخبين تمثل عشرة في المئة من ناخبي القبيلة، ثم اختيار احدى الديوانيات او وليمة فرح ستاراً لاجراء الاقتراع. ورد وزير الداخلية الشيخ محمد خالد الصباح على اتهام صحف ومعارضين ليبيراليين لوزارته بالتغاضي عن "الفرعيات" قائلاً، ان رجال الأمن لن يدخلوا الديوانيات لأن ذلك غير معقول في العرف الكويتي، لكن الوزارة حذرت منسوبيها من المشاركة في ترتيب هذه "الفرعيات" بصفتهم الشخصية او القبلية كما كان يتم في السابق. وفيما يأتي ابرز "الفرعيات" للقبائل وحسب الدوائر: 1 - دائرة الاحمدي: اختارت قبيلة العجمان، كبرى القبائل، النائبين خالد العدوة ووليد الجري. فيما دعمت قبيلة "عتيبة" مرشحها القوي سعدون حمّاد الذي يسعى الى التحالف مع قبيلة "العوازم" واجتذاب اصوات غير القبليين في الدائرة خصوصاً الأقلية الشيعية. 2 - دائرة الرقّة: فضلت قبيلة العجمان، ايضاً، الاسلامي الشاب مبارك صنيدح والعضو السابق سعد طامي على بقية المرشحين، ومنهم نائب الخدمات هادي الحويلة. لكن مرشحين آخرين، منهم المحامي غليفص بن عكشان وسلطان بن حثلين، يرفضون المشاركة في الفرعية، ما يضعف وحدة العجمان في الدائرة ضد منافسيهم العوازم الذين سيعقدون انتخاباتهم الفرعية قريباً. 3 - دائرة السالمية: سيعقد العوازم فيها "الفرعية" خلال الاسبوع الحالي لمواجهة المرشحين غير القبليين. 4 - دائرة الفروانية: يمثل الرشايدة غالبية فيها، لكنهم كانوا يفقدون مقعداً برلمانياً لمصلحة النائب غنام الجمهور من قبيلة "مطير"، لذا فانهم سيعقدون "فرعية" لاحتكار الدائرة. 5 - دائرة ام الهيمان: يعقد العوازم وهم اغلبية فيها، "فرعية" لمنع اقليات من قبائل اخرى من تحقيق اختراق نحو البرلمان. 6 - دائرة الصباحية: فيها خليط معقد من القبائل، اهمها "العوازم"، لكن "مطير" تتحالف مع "العجمان" ومع غير القبليين لمواجهة "العوازم" لذا فان هذه الاخيرة ستعقد فرعية لها قريباً. 7 - دائرة الجهراء الجديدة: انسحب اربعة مرشحين من قبيلة "غزة" لمصلحة المرشحين عواد برد العنزي ومطلق ابو ظهير، لكن نائب الدائرة منيزل العنزي يرفض مبدأ التراضي ويدخل الانتخابات معتمداً على فخذه في القبيلة وهم "المطرفي" ويطلب دعم "الدهامشة" و"السمعة" من القبيلة نفسها. اما قبيلة "الظفير" فلا تزال متألمة لخسارة نائبها السابق احمد الشريعان واتفقت على دعمه ودعم احمد نهار الحسيني في الانتخابات. 8 - دائرة الفجيحل: هناك تحالف بين "العوازم" و"الهواجر" ضد بقية القبائل، لذا يتوقع ان تجري القبيلتان انتخابات فرعية لتحديد مرشح واحد لكل منهما وخوض الانتخابات بقائمة واحدة. ويلاحظ في انتخابات القبائل ان العصبية القبلية فيها لا تتبعها الاعتبارات البدوية الاخرى، فعلى سبيل المثال كان المرشحون من شيوخ القبائل يخسرون دوماً مثل سلطان بن حثلين من "العجمان"، وتركي بن جامع من "العوازم"، وفيصل الدويش من "مطير". ويميل ناخبو القبائل، وهم في غالبيتهم من الشباب دون الخامسة والثلاثين، الى اختيار مرشح معارض وغالباً ما يكون ذا توجه اسلامي ويقل عمره عن الأربعين. ويمكن ل"الفرعيات" القبلية ان تعطي عند انتهائها صورة اكثر وضوحاً لمجلس الأمة الجديد الذي لن تتم انتخاباته "الحقيقية" الا في الثالث من تموز يوليو.