يتوجه اليوم 113 ألف كويتي الى صناديق الاقتراع لانتخاب اعضاء المجلس البلدي، وستكون النتائج مؤشراً الى توجهات الناخبين قبل الانتخابات النيابية المقررة في 3 تموز يوليو. وستجرى الانتخابات البلدية في عشر دوائر لاختيار عشرة اعضاء للمجلس البلدي، الذي يضم أيضاً ستة اعضاء آخرين تعينهم الحكومة، ويتنافس 58 مرشحاً على المقاعد العشرة. على رغم ان الانتخابات البرلمانية خطفت الأضواء من انتخابات "البلدي"، لم يمنع ذلك المرشحين من تنظيم ندوات والقاء محاضرات على نمط ما يفعل المرشحون لعضوية مجلس الأمة البرلمان، أثارت قضايا اجتذبت عدداً من الحضور، وفي بعض الدوائر العشر ستعطي نتائج "البلدي" مؤشراً مهماً الى توجهات الناخبين في انتخابات "الأمة". ويلاحظ ان القوى السياسية، بنوعيها الليبرالي والاسلامي، امتنعت عن المشاركة بوضوح في انتخابات "البلدي"، وعُلم ان كثيراً من القوى عقدت "صفقات" مع قوى محلية وبعض الأعيان في الدوائر لتبادل الأصوات الانتخابية، بحيث يدعم الاسلاميون أو الليبراليون مرشحاً معيناً في "البلدي" في مقابل وعد بأن يقدم المرشح أصوات الناخبين القريبين اليه لمرشح القوى في الانتخابات النيابية. وفي الدائرة الانتخابية 21 الأحمدي جرى التفاهم بين قبيلة "عتيبة" على أن تدعم مرشح قبيلة "العوازم" في انتخابات "البلدي" للدائرة العاشرة في مقابل دعم "العوازم" مرشح "عتيبة" سعدون حمّاد. بعض العائلات ترشح أحد ابنائها للمجلس البلدي وآخر لمجلس الأمة. مثلاً يترشح خليفة الخرافي للبلدي وجاسم الخرافي للأمة، ومحمد طامي للبلدي وسعد طامي للأمة، وباسل الجاسر للبلدي ووالده جاسر الجاسر للأمة. وأعلن ناطق باسم وزارة الداخلية أمس ان الوزارة أعدت كل متطلبات الانتخابات البلدية، ودعت الناخبين الى التوجه بين الساعة الثامنة صباحاً والثامنة مساء الى المقار الانتخابية، مصطحبين وثيقة الجنسية الكويتية التي ستختم بختم خاص بعد الاقتراع السري المباشر. ويتوقع اعلان النتائج في ساعة متقدمة ليلاً. تصاعد الحملات الى ذلك استمرت الحملات الانتخابية النيابية، وشهد افتتاح مقر النائب السابق مسلّم البراك ليل الاثنين أكبر تظاهرة شعبية، إذ حضره أكثر من خمسة آلاف ناخب، والقى ستة نواب سابقين من المعارضة بالاضافة الى البراك، كلمات انتقدوا فيها الحكومة. فحذّر أحمد السعدون وعدنان عبدالصمد وأحمد الشريعان من ظاهرة شراء الأصوات ووجود "صندوق" يموله متنفذون لدعم محسوبين على الحكومة. ودعا مفرج نهار الى رفع الظلم عن "البدون" جنسية في الكويت، فيما اعتبر مبارك الدويلة ان الانتخابات الحالية "تشهد كثافة نزول المرشحين الدمى في الدوائر". وأضاف ان "مجلس 1999 مخطط له كي ينقح الدستور وتطمس الديموقراطية الى الأبد". وبعد انتظار طويل افتتح وزير التربية النائب السابق الدكتور أحمد الربعي مقره في الدائرة الانتخابية الجديدة التي اختارها وهي "الخالدية"، وطالب في حديثه الى الناخبين باصلاح النظام السياسي في الكويت و"تجديد دماء النظام وادارة البلد بعقلية عصر العولمة والابتعاد عن التفكير في مرحلة الستينات". وكانت الدائرة الثالثة "الشامية" شهدت ليل الأحد افتتاح رئيس تحرير صحيفة "القبس" سابقاً محمد الصقر مقره الانتخابي، في تظاهرة حضرها جمهور واسع، وشارك فيها نواب سابقون هم أحمد السعدون واسماعيل الشطي وعبدالمحسن جمال ومشاري العصيمي. وركزت الكلمات على انتقاد الحكومة والحديث عن "سرقة المال العام" ومخالفة الدستور. كما شارك في الافتتاح رئيس تحرير "القبس" الجديد وليد النصف، وحضر النائب السابق جاسم الخرافي، ابرز مرشحي "الشامية"، وصافح منافسه محمد الصقر. وأمس نظمت مجموعة من الناشطات الكويتيات في مجال الحقوق السياسية للمرأة مبادرة رمزية لدعم هذه الحقوق، تمثلت في حملة تواقيع، تجمع في أربعة أماكن في الكويت، حيث قُتلت أربع كويتيات على أيدي قوات الاحتلال العراقي، خلال أعمال المقاومة عام 1990، وهؤلاء هن سناء الفودري ووفاء العامر وأسرار القبندي وسعاد الحسن.