قال المكتب الشريف للفوسفات في المغرب انه سيبدأ العمل خلال أيام في المجمّع الكيماوي "ايماسيد" الذي أنجزه المكتب بالمشاركة مع مجموعة "بريلا" الصناعية الهندية لانتاج 330 ألف طن من الحامض الفوسفوري في منطقة الجرف الأصفر جنوبالدار البيضاء. وأشار المكتب الى ان الاستعدادات جارية لبدء الانتاج في المشروع الذي سيكون الأكبر من نوعه في العالم ويوجه 70 في المئة من انتاجه الى الهند التي تعتبر أكبر مستورد للحامض الفوسفوري المغربي، إذ تستورد ما قيمته نحو 450 مليون دولار سنوياً. وقدرت كلفة مشروع "ايماسيد" بنحو 270 مليون دولار وشاركت في بنائه 73 شركة و153 مزوداً للأجهزة واستغرقت اشغاله نحو سنة ونصف. وكان الاتفاق بين المكتب الشريف للفوسفات ومجموعة "بريلا" تم في نهاية عام 1997 أثناء زيارة وفد من المجموعة الهندية الى الدار البيضاء. وكانت اللجنة الوزارية للاستثمار عقدت الاسبوع الماضي اجتماعاً دورياً تحت رئاسة رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي للمصادقة على المشروع ومنحه امتيازات الاعفاءات الجمركية والضريبية طبقاً لبنود قوانين الاستثمار التي تعفي الشركات الأجنبية التي تنجز مشاريع تفوق قيمتها 50 مليون دولار من رسوم الاستيراد على المعدات والضريبة على القيمة المضافة. وحسب التفاصيل التقنية للمجمع الكيماوي "ايماسيد"، يحتاج المصنع سنوياً الى 1.2 مليون طن من الفوسفات الخام وأربعة ملايين متر مكعب من الماء المعالج و130 مليون متر مكعب من مياه البحر و330 ألف طن من مادة الكبريت المستوردة من السعودية. ويضم المركب وحدتين لانتاج الحامض الفوسفوري وحامض الفوسفوريك المستخدم في انتاج الاسمدة الزراعية. وهو أكبر مشروع من نوعه ينفذه مكتب الفوسفات المغربي مع مجموعة اجنبية. وكان انجز مشروعاً مماثلاً مع مجموعة "برايون" البلجيكية عام 1998 اطلق عليه اسم "ايمافوس" وهو موجه الى دول البينلوكس وآخر مع مجموعة "بادنهايم" الألمانية ضمن خطة شراكة وتوسع دولي. ويملك المكتب كذلك مساهمات في شركة "انفيل" الباكستانية التي تنفذ مشروعاً للاسمدة الأزوتية في باكستان سيستخدم من الحامض الفوسفوري المصنع في المغرب بمقدار 200 ألف طن في السنة. وحصل المكتب الشريف للفوسفات المملوك للدولة على قرض من البنك الأوروبي للاستثمار بقيمة 107 ملايين دولار لتمويل مشاريع استثمارية وبيئية وتوسيع انتاج الحامض الكبريتي والحامض الفوسفوري والاسمدة الازوتية في مصانع اسفي والجرف الأصفر. وينفذ المكتب حالياً خطة استثمارية، كلفتها نحو 1.2 بليون دولار، تمتد الى سنة 2003 لرفع الانتاج. وتمثل صادرات الفوسفات المغربي 31 في المئة من اجمالي الصادرات العالمية ويحتل المرتبة الأولى قبل الولاياتالمتحدة الأميركية. وبلغت العائدات العام الماضي نحو 1.7 بليون دولار ما يجعله أول مصدر للعملة الصعبة في المغرب الى جانب السياحة وتحويلات المهاجرين. واعتبر مراد شريف الرئيس والمدير العام لمكتب الفوسفات ان التعاون والشراكة الدولية باتت ضرورية لكسب أسواق جديدة وتأمين الصادرات والانضمام الى النادي الضيق لمنتجي مادة الكيماويات الرفيعة التي تحتاج الى تكنولوجيا متقدمة وعالية الدقة.