قال المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات السيد مراد شريف وزير مال سابق لپ"الحياة" إن الطلب سيزداد على الفوسفات المغربي في السنوات المقبلة ما سيحافظ على الأسعار في السوق الدولية بسبب التزايد السكاني وتحسن مستوى المعيشة في العالم الذي يولد حاجات غدائية جديدة يلعب فيها "الذهب الأخضر" دوراً مهماً. وأضاف ان آفاق الطلب على الفوسفات ومشتقاته تبدو واعدة على المدى المتوسط والبعيد، لكن ذلك لا يمنع من الحذر، لأن أحداثاً سياسية أو اقتصادية غير متوقعة قد تبرز بين الحين والآخر وتؤثر في أسعار المواد الأولية مثلما حدث بعد انهيار المعسكر الاشتراكي في الثمانينات، وانخفاض الطلب على الفوسفات في حينه. وأشار إلى أنه خلافاً لمواد أولية أخرى، عادت في السنوات الأربع الأخيرة أسعار الفوسفات إلى حالتها الطبيعية بعد انخفاض كبير أدى إلى إقفال كثير من الشركات المنتجة للفوسفات في العالم. وقال السيد شريف إن المغرب يكتنز ثلاث أرباع الاحتياط العالمي للفوسفات ويحتل المرتبة الأولى لجهة التصدير دولياً، إذ تبلغ حصته في السوق العالمية 31 في المئة بعد أن كانت 28 في المئة عام 1996. وأوضح أنه نتيجة ذلك زادت مبيعات المكتب الشريف للفوسفات إلى 5،1 بليون دولار العام الماضي، ما يمثل 30 في المئة من اجمالي صادرات المغرب ونحو ثلاثة في المئة من اجمالي الناتج المحلي ومصدراً أول للعملة الصعبة، مضيفاً ان تلك المكانة للفوسفات المغربي "تضع نصب أعيننا أعباء مسؤوليات جمة تتمثل في التحكم في وسائل التكنولوجيا المتقدمة وفي تقنيات التدبير الإداري والتجاري وتكوين نسيج من المتعاملين والحلفاء عبر العالم". وقال: "لقد دخلنا عالماً جديداً يحمل في طياته تحولات كيفية عميقة من شأنها أن تؤثر في مناح اقتصادية عدة تستلزم مراقبة تطور الأسواق من جهة وجلب الاستثمار واكتساب التكنولوجيا من جهة أخرى". وكانت مجموعة المكتب الشريف قامت في السنوات الاخيرة بمشاريع مشتركة مع مجموعات دولية منها مشاريع مع شركة "براون" البلجيكية وشركة "بودنهايم" الألمانية انطلقت مطلع العام الجاري ودخل المغرب من خلالها إلى النادي الضيق لمنتجي مادة الكيماويات الرفيعة المستخدمة في صناعات عدة. وقال السيد شريف إن مجموعة مكتب الفوسفات أقامت مشروع شراكة مع المجموعة الهندية "بير لا" لتشييد مصنع لانتاج الحامض الفوسفوري ليماسيد بالجرف الأصفر وان الانتاج في المعمل سيبدأ خلال سنة 1999، مضيفاً انه تم افتتاح ممثلية للمكتب الشريف للفوسفات في مدينة نيودلهي في الهند. ولفت إلى أن المكتب الشريف للفوسفات ساهم بالتعاون مع شركة "انفيل" الباكستانية في انجاز معمل للأسمدة الازوتية في باكستان باستخدام الحامض الفوسفوري المصنع في المغرب بحجم 200 ألف طن في السنة. واعتبر مراد شريف ان مثل هذه المشاريع ضرورية لأنها ترمي إلى اكتساب الأسواق وتأمين الصادرات لا سيما والمغرب يصدر إلى الهند ما قيمته 450 مليون دولار من مشتقات الفوسفات سنوياً، موضحاً أن المشاريع الأخيرة تمت مع شركاء متخصصين في مجال تصنيع وتسويق الفوسفات وليس مع مستثمرين ماليين. وقال إن المغرب بذل جهوداً كبيرة على مدى عقود لتملك الريادة في مجال الفوسفات ومشتقاته. إذ أن نصف الكمية المستخرجة يتم تصنيعها محلياً وتحويلها إلى حامض فوسفوري أساسي وحامض فوسفوري مصفى وأسمدة، وأنه من خلال ذلك تقوم المجموعة باعتبارها "قاطرة الاقتصاد المغربي" بتنمية النسيج الصناعي المحيط بها، خصوصاً الشركات المتوسطة التي تتعامل مع المجموعة في نطاق المناولة وتساهم في تطوير البنى التحتية للجهات التي توجد فيها المنشآت المنجمية والصناعية للفوسفات المغربي. وعبَّر مدير عام المكتب عن رغبة الحكومة المغربية في إقامة تجمع عالمي لمنتجي ومصدري الفوسفات على غرار مجموعة "أوبك" و"اوابك" للنفط. واعتبر من جهة أخرى، ان تعزيز التحالفات واقامة مشاريع في مناطق عدة من العالم يعزز حضور المغرب وريادته لجهة صناعة الفوسفات التي وصفها بأنها ستكون استراتيجية في القرن المقبل لاتساع حاجات الزراعة والصناعة وتطور مستوى المعيشة لسكان العالم، خصوصاً في آسيا. ويذكر ان مجموعة المكتب الشريف للفوسفات مؤسسة تابعة للقطاع العام ويعود تاريخها إلى العشرينات من القرن الجاري، ويعمل فيها 27 ألف مستخدم، منهم 750 من كبار المهندسين. وتقوم المجموعة حالياً بتدريب خريجي المعاهد والجامعات في مجالات متعددة.