حصلت مؤسسات عامة مغربية خلال اليومين الماضيين على مجموعة قروض قيمتها نحو 212 مليون دولار منحها البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار لفائدة "شركة اتصالات المغرب"، المرشحة للتخصيص، والمكتب الشريف للفوسفات ومكتب استغلال الموانئ و"شركة توزيع الماء والكهرباء" في مكناس. وهذه أكبر قروض يحصل عليها المغرب منذ نحو سنة بعد أن فضلت الحكومة تقليص اعتمادها على الاقتراض الخارجي وقررت تسديد ديون الشركات العامة المستحقة لمصارف أجنبية. وذكرت مصادر حكومية ان المبالغ المذكورة تم التفاوض عليها في وقت سابق، وأنها تستهدف تأهيل بعض المؤسسات وتمويل برامجها الاستثمارية. ووقع المدير العام لمكتب الشريف للفوسفات رئيس مجموعة "اونا" مراد شريف أول من أمس في الدار البيضاء بروتوكول قرض بقيمة مئة مليون يورو 107 ملايين دولار مع نائبة رئيس البنك الأوروبي للاستثمار اريان اوبولينسكي التي تزور المغرب على رأس وفد من المصرف الأوروبي الذي سبق أن قدم للرباط اجمالي قروض وتمويلات قيمتها نحو 5.1 بليون دولار. ومدة تسديد قرض المكتب الشريف للفوسفات 14 سنة مع أربع سنوات سماح بسعر فائدة منخفضة. وقال مراد شريف إن القرض سيستخدم لتمويل مشاريع اسثتمارية وبيئية وتوسيع انتاج الحامض الكبريتي والحامض الفوسفوري والأسمدة الازوتية في مصانع اسفي والجرف الأصفر والرفع من المردودية وتحسين الجودة مع الحفاظ على البيئة. وكان المكتب الشريف للفوسفات بدأ في تنفيذ خطة استثمارية كلفتها نحو 2.1 بليون دولار تمتد إلى سنة 2003 لرفع الانتاج الذي يمثل 31 في المئة من اجمالي الانتاج العالمي، وقدرت عائداته العام الماضي بنحو 7.1 بليون دولار، ما يجعله أول مصدر للعملة الصعبة في المغرب إلى جانب السياحة وتحويلات المهاجرين. وعقد المكتب الشريف للفوسفات في المدة الأخيرة اتفاقات مشاريع شراكة استثمارية مع مجموعات دولية منها شركة "براون" البلجيكية وشركة "بودنهايم" الألمانية، ومجموعة "بيرلا" الهندية. ويملك المكتب مساهمات في شركة "انفيل" الباكستانية لانجاز معمل للأسمدة الأزوتية في باكستان انطلاقاً من الحامض الفوسفوري المصنع في المغرب بطاقة 200 ألف طن في السنة. واعتبر مراد شريف هذه الشراكات ضرورية في الوقت الراهن، لأنها ترمي إلى اكتساب الأسواق وتأمين الصادرات والانضمام إلى النادي الضيق لمنتجي مادة الكيماويات الرفيعة المستخدمة في صناعات عدة. ويصدر المغرب إلى الهند ما قيمته نحو 450 مليون دولار من مادة الحامض الفوسفوري سنوياً، في حين يستورد من السعودية مادة الكبريت المستخدمة في معالجة الفوسفات الخام.