أصدرت ثمانون شخصية وطنية ودينية ايرانية بياناً طالبت فيه الحكومة بالكشف عن ملابسات مقتل الكاتب الايراني مجيد شريف الذي شكّك البيان في انه اغتيل ضمن سلسلة الاغتيالات التي طاولت بعض المثقفين اواخر العام الماضي. وحمّل البيان الرئيس الايراني محمد خاتمي واللجنة المكلفة التحقيق في هذا الملف، مسؤولية الابهام الذي يكتنف قضية اغتيال مجيد شريف الذي وُجد ميتاً في احدى ضواحي العاصمة الايرانية قبل ايام من وقوع سلسلة الاغتيالات. ومن أبرز الوجوه التي وقّعت البيان: علي اكبر مُعين فر وهو وزير سابق للنفط في حكومة مهدي بازركان وعزة الله سحابي عضو حركة نهضة الحرية المعارضة برئاسة ابراهيم يزدي. وجاء ذلك غداة اعتراف الرئيس الايراني محمد خاتمي للمرة الاولى بانه توقع حصول اضطرابات بعدما تبين في مطلع العام ضلوع عملاء في اجهزة الاستخبارات الواسعة النفوذ في سلسلة من عمليات الاغتيال ضد مثقفين ومعارضين في طهران. وقال خاتمي خلال زيارة لمدينة همدان غرب ايران مساء اول من امس : "كنا نعلم ان هذا الاكتشاف يمكن ان تكون له انعكاسات سلبية جداً. كنت اتوقع ازمة وما زلت"، وذلك في اشارة الى التظاهرات الطلابية الاخيرة التي جاءت في ظل هجوم واسع شنه المحافظون ضد التيار الاصلاحي المحسوب مبدئياً على الرئيس. ورأى خاتمي ان اعمال العنف كافة التي جرت في البلاد تهدف الى تشويه مصداقية الأمن الايراني والانتقاص من هيبة الدولة. وأضاف ان الارادة الايرانية في مواجهة الاحداث هي "ارادة الحب ضد العنف والحوار ضد المواجهة". وأشار الى ان "الضالعين في زعزعة الأمن أياً كانوا سيحاكمون بجدية مصحوبة بالرأفة والشفقة". وأكد خاتمي ان "اعداء البلاد في الداخل والخارج يحاولون بقوة ايجاد نوع من الفرقة بين مسؤولي النظام"، مشيراً الى ان الدولة "تنفّذ من خلال برامجها آراء مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، بتفاهم كامل". وجاءت تصريحات خاتمي لتتطابق ضمناً مع تصريحات ادلى بها العديد من انصاره واتهموا فيها اعداء الاصلاحات باستخدام الاضطرابات ذريعة لعرقلة مشاريع الرئيس الاصلاحية ولاستعادة السيطرة على النظام وفرض الخط المتشدد. وحاول خاتمي الذي انتقده اخيراً عدد من ضباط الحرس الثوري، ابعاد اتهامات وجهت اليه بالتساهل، مؤكداً "تصميم" حكومته على "قمع اي عمل يستهدف امن" البلاد. وقال الرئيس الاصلاحي الذي انتخب على اساس برنامج انتخابي دعا فيه الى اصلاحات ديموقراطية والى تحقيق انفتاح المجتمع المدني بعد 20 عاماً من النظام الثوري الاسلامي ان "الامن هو اساس الحرية". ووصف اعمال العنف بأنها "اهانة للنظام" واعداً بتحقيق "العدل" في قضية الطلاب الذين هاجمتهم الشرطة وناشطون اسلاميون في المدينة الجامعية في طهران ليل الثامن والتاسع من تموز يوليو الماضي اثر تظاهرة سلمية.