شهدت الدورة الاقتصادية في المغرب نشاطاً جديداً وعاد المستثمر الدولي جورج سوروس الى التداول في بورصة الدار البيضاء، التي يُقدر الخبراء حجمها بنحو 18 بليون دولار، في حين شهد الدرهم تحسناً جديداً أمام العملات الدولية بعد ثلاثة أيام من غياب الحسن الثاني وتولي محمد السادس العرش. استأنفت الحياة الاقتصادية والمالية والنشاطات التجارية وتيرتها العادية بعد تشييع الملك الراحل الحسن الثاني الأحد الماضي وفتحت المحلات والمصارف والمتاجر أبوابها في مختلف ربوع المملكة بعد حداد دام ثلاثة أيام. وحققت بورصة الدار البيضاء زيادة في المؤشر العام للأسهم الذي تجاوز حاجز 800 نقطة دعماً للملك الجديد الذي كان أشرف شخصياً على تدشين "مقره الجديد في وقت سابق من العام الماضي". وبلغ حجم المعاملات أول من أمس حدود 189 مليون درهم على رغم جو من الحزن والحسرة على فقدان الملك الراحل الذي كان مقرباً من كبار رجال الأعمال وكسب المؤشر نسبة 0.40 في المئة معوضاً خسائر الاسبوع الماضي. وقال محللون في البورصة "ان المجموعات الاقتصادية الكبرى والمؤسسات المالية والمصرفية ومجموع شركات الوساطة والتعامل المالي وصناديق الاستثمار الجماعية تدعم خطة الملك محمد السادس وتساند عمله الذي تعتبره استكمالاً لانجازات الملك الراحل الحسن الثاني". وقال ناطق باسم شركات الوساطة المالية في البورصة "ان المحللين يضعون ثقتهم في مستقبل المغرب والآفاق الجيدة للنمو الاقتصادي المحلي". واعتبر ان المستثمرين واثقون من قدرة المغرب على تحقيق الأهداف التي رسمها الملك الراحل وسيواصلها نجله محمد السادس. وكان لافتاً أول من أمس عودة المستثمر الأميركي جورج سوروس الى التداول في البورصة من خلال الحصص التي ظل يملكها في شركة "ديوان للمحافظ المالية التابعة لمجموعة "اونا" كتأكيد على الدعم الدولي للاقتصاد المغربي وثقة المجموعات الدولية في الملك الجديد. واعتبر المحللون الدعم الدولي الجديد مشجعاً للمستثمرين على مواصلة نشاطهم في المغرب وحافزاً على ضخ أموال اضافية في السوق المالية المحلية التي يقدر الخبراء حجمها بنحو 18 بليون دولار ما يجعل المغرب ثاني سوق مالية في افريقيا بعد جنوب افريقيا والثالثة في المنطقة العربية بعد السعودية ومصر والخامسة عالمياً ضمن أنشط الأسواق المالية الصاعدة. وشاركت كبريات المجموعات الاقتصادية في اليومين الماضيين في تنشيط بورصة الدار البيضاء من خلال مبادلات السندات. وحققت مجموعة "اونا" نسبة 24 في المئة من اجمالي حجم السوق تليها اسهم "البنك المغربي للتجارة الخارجية" و"البنك التجاري المغربي" ومصرف "الوفاء" وشركات الاسمنت ومواد البناء وشركات النفط والطاقة والمنتوجات الغذائية ومؤسسات تمويل الاستهلاك والمشروبات المعدنية وغيرها. وعكست ديناميكية بورصة الدار البيضاء حماسة المتعاملين الذين فضل بعضهم جني الأرباح والاستفادة من تحسن المؤشر، الذي يتوقع المحللون أن يبلغ نمواً ايجابياً يراوح بين 15 و18 في المئة في نهاية السنة الجارية، وهو النمو السنوي السادس على التوالي بعدما كانت البورصة حققت 20 في المئة عام 1998 ونحو 50 في المئة عام 1997. وأكدت مصاد البورصة من جهة أخرى قيام مجموعة التأمين السويسرية "سويسري" بشراء نسبة خمسة في المئة من رأس مال شركة "المغربية للحياة" رافعة بذلك حصتها الى عشرة في المئة استعداداً لتحرير قطاع التأمينات، وبلغت الحصص الجديدة 15 ألف سهم بسعر 569 درهماً للسهم. وحققت العملة المغربية الدرهم تحسناً جديداً أمام أغلب العملات الأوروبية وتراجعت قيمة الدولار الأميركي الى دون عشرة دراهم قياساً الى معدلات صرف الاسبوع الماضي، وبدا للخبراء ان وضعية التغطية النقدية جيدة لدى البنك المركزي وهي تمثل نحو 6.5 شهر من واردات السلع والخدمات وتقدر قيمتها بنحو 4.5 بليون دولار.