أجرت الدكتورة عزيزة الجوهر، رئيسة شعبة طب اسنان الاطفال في مستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث، دراسة ميدانية عن مياة الشرب المتوفرة في منطقة الرياض وحددت نسبة الاملاح الموجودة فيها خاصة نسبة الفلور الفلورايد، حيث أن مادة الفلور تعتبر سلاحاً ذا حدين، فهي من جهة عامل هام للوقاية من تسوس الاسنان، ومن جهة اخرى تضر الاسنان اذا ما زادت عن معدلها الطبيعي في مياه الشرب حيث أنها تسبب تلوّن الاسنان. وتتراوح حدة اللون حسب نسبة الفلور من الأصفر الى البني الغامق. وشملت الدراسة مياه شبكة مصلحة المياه في مدينة الرياض عدة عينات مختلفة لمدة 12 شهراً وستة انواع من المياه الصحية المعبأة خارج المملكة مستوردة وسبعة وعشرين نوعاً مصنعاً محلياً. وجرى اختبار نسبة الاملاح في مختلف العينات ومقارنتها بجدول هيئة المواصفات والمقاييس السعودية ونسبة البكتيريا الموجودة. وأسفرت الدراسة عن تشابه مياه شبكة مصلحة المياه في مدينة الرياض الجيدة وعدم اختلافها عن المياه المعبأة، بل أنها اجود من ناحية توازن نسب الاملاح ضمن حدود النسب المسموح بها من قبل هيئة المواصفات والمقاييس السعودية. وأنها تحتوي نسبة قليلة جداً من مادة الفلور، وعلى الرغم من اختلاف تلك النسبة من شهر لآخر الا أن معدلها يبقى منخفضاً. أما المياه المستوردة فتحتوي على نسب ضئيلة من مادة الفلور ونسب الأملاح متوازنة وجيدة. والمياه الصحية المعبأة والمصنعة محلياً تحتوي على نسب متفاوتة من مادة الفلور، علماً ان الملصقات التوضيحية على زجاجات هذه المياه لا تبيّن ما تحتويه هذه المياه بالضبط من أملاح ذائبة. فعلى سبيل المثال أجرت الباحثة فحصاً لمياه يبين الملصق عليها نسبة مادة الفلور 0.7 جزء من المليون 0.7ppm ولكن عند اختبار المياه وجدت ان نسبة الفلور هي2.2 2.2ppm جزء من المليون. وهي نسبة عالية، وهو الامر الذي، كما ذكرت الباحثه، يسبّب تلوّن الاسنان خاصة في المناطق الحارة حيث أن الانسان يحتاج الى شرب كميات اكبر من الماء وبالتالي يتناول جرعات اكبر من الفلور. وترى الدكتورة الجوهر ضرورة تعديل نسبة الفلوريد في جدول هيئة المواصفات السعودية التي تتراوح بين 0.7 - 0.1 جزء واحد من المليون والتي تعتبر نسبة عالية بالنسبة للمناطق الحارة وتخفيضها الى نسبة اقل من الحد الاعلى الا وهو 0.7 وخلصت الباحثة الى امر مفاده عدم توضيح مصدر المياه مياه معالجة أم مياه جوفية على الملصقات. أما بالنسبة للمياه الصحية المعالجة بالأوزون فلم تجد الدراسة فرقاً بين مستوى البكتيريا المائية الموجودة فيها وبين تلك الموجودة بالمياه المعبأة وغير المعالجة بالاوزون كما ان طريقة حفظ المياه المعبأة وخاصة العبوات العائلية فئة 5 غالون تؤثر على نسبة البكتيريا في الماء. ويلاحظ ان معظم هذه الزجاجات تحفظ تحت اشعة الشمس وعلى أرصفة الشوارع، ما يؤدي الى زيادة نسبة البكتيريا في المياه، كما أن طرق تنظيف تلك الزجاجات بعد الاستخدام غير واضحة. ويذكر أن دراسة مشابهة لتقييم مستوى البكتيريا في العبوات العائلية قام بها فريق من الدارسين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعد وضع تلك الزجاجات لفترات متفاوتة تحت اشعة الشمس، فتبين أن نسبة البكتيريا ترتفع كلما طالت مدة تعرض تلك القناني للشمس. وأن استخدام المياه المعبأة بصورة كبيرة ادى الى زيادة نسبة انتاج هذه المياه وتعدد انواعها. ومن اسباب ازدياد استخدام المياه المعبأة سهولة حملها واستخدامها خارج البيت وكذلك اعتقاد غالبية الناس بأنها مياه معقمة، علماً بأن هذا الاعتقاد غير صحيح وهي ليست معقمة وتحتوي على نسب متفاوته من الاملاح التي قد تكون مرتفعة في بعض الاحيان. والسبب الآخر لاقبال الناس على شراء تلك الزجاجات، هو اعتقادهم بأن مياه المصلحة غير صالحة للشرب.