تابع الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط، حملته على سياسة الحكومة اللبنانية، واصفاً إياها ب"حكومة المورِّطين والمورَّطين". أحيا الحزب التقدمي الإشتراكي ذكرى "شهداء بلدة بعقلين" الشوفية، وتحدث عضو مجلس قيادته السيد غازي العريضي عن "شهداء السلم الحقيقي الذين شكلوا جسر عبور من لبنان الحرب الى لبنان السلم، وقد عبر عليه كثر، منهم من بقي وفياً، ومنهم من رفع الخنجر في الوجه بلا حياء، ومنهم من حمل ولا يزال الخنجر ليطعن في الظهر". وأشار إلى "أيام صعبة ستمرّ علينا أصعب مما نعيش اليوم". ونبّه إلى "ان ثمة استعجالاً وتسرّعاً واستباقاً للأمور وإيماناً عند البعض بأن مفاوضات السلام لم تبدأ فحسب، بل وأنها انتهت بمجرد سماع بعض التصريحات لقادة العدو الإسرائيلي". وتوقع ان تكون المفاوضات "صعبة فلا نستبشرن بهذا المقدار من الخير بهذه التصريحات، ولا بالسلام، وثمة تجارب تؤكد ان الذين وعدوا انفسهم بالخيرات والرفاهية لم يحصلوا على شيء سوى المزيد من الوعود من جهة والغرق في الأوهام والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة اخرى". وقال العريضي "ان ثمة فرصة امام الحكومة والعهد ليسمعا ما هي نتيجة السياسة التي اعتمدت في الاشهر السابقة. استمعنا الى دفاع رئيس الحكومة سليم الحص الذي اعتبره البعض انتصاراً في وجه الانتقادات". وسأل "لماذا هذه المحاكمات والإتهامات والإدانات والأحقاد والكيديات والعمليات الانتقامية والإنتقائية؟ وبعد كل ذلك يخرج وزير المال جورج قرم ليقول ان نسبة العجز 46 في المئة بعدما كان قال انها 40 في المئة. فأين الشفافية؟ وأين التقديرات الصحيحة والوضوح؟". وقال العريضي "ان الحكام اليوم يمارسون السياسة نفسها التي كانوا يشكون منها". وسأل "ما قيمة رفع قرار الحظر عن التظاهر عندما تلجأ الحكومة الى تهديد المعلمين بالطرد؟". وتطرق الى "مشكلة توريط أحد الوزراء مجلس الوزراء في قضية المعلمين، وتوريط آخر في مشكلة مع فرنسا، وتوريط ثالث في مشكلة مع اهل بيروت ومجلس بلديتها، وتوريط المصادر الوزارية الحكومة والحكم ... كأننا في واقع الأمر امام حكومة المورِّطين والمورَّطين فبئس المصير على يد هذه الحكومة". ورأى ان مشكلة الحكومة "ليست مع وليد جنبلاط فحسب انما ايضاً مع انفسهم لانهم اصحاب عقل قاصر وصدر ونفس ضيقين"، مشيراً الى "منع نقيب الصحافة محمد البعلبكي من تسجيل حلقة دُعي اليها في تلفزيون لبنان، بمجرد تصنيفه على الظن والهمس". وأشار العريضي الى لقاء النائب جنبلاط ورئيس الجمهورية أميل لحود "وقد حرصنا على ان تستكمل هذه اللقاءات ولا نزال على هذا الحرص ولا مشكلة لدينا، لكن الكل يدرك ان المشكلات العالقة لا تعالج في جلسة أو جلستين أو ثلاث، واعتبرنا اللقاء فاتحة حوار وبداية علاقة لكننا نلمس في بعض الكواليس والمؤسسات وبعض وسائل الاعلام وبعض الايحاءات والتسريبات ان ثمة من لا يريد مثل هذه العلاقة وهذا الانفتاح والصراحة في طرح الأمور، لكننا سنبقى على توجهنا، ولكن لا بد من التفكير ان الذي لا يعرف تاريخ البلد وحقائقه لا يستطيع ان يدير حواراً فيه أؤ يعالج مشكلة قد تتحول ممارساته مشكلة في حد ذاتها تفاقم المشكلات الموجودة. ومن لا يعرف موقع وليد جنبلاط أو صفته، مكابر أو مصرّ على تجاهل الحقائق أو يذهب بعيداً في أفكاره ومشروعه". وختم "لن يأكل أحد حقنا في لبنان أو يصادره ونحن نعرف كيف ندافع عنه، وكيف ننتزعه. وللذين قالوا ان كمال جنبلاط هو المثال لا التمثال، نقول ليتهم تذكروا انه المثال عندما تعرّضوا للتمثال، واليوم ليتهم يتذكرون ان أمير البيان شكيب ارسلان ليس لوحة على حائط بل هو أمير في تاريخ العرب والمسلمين وفي التوحيد والكرامة والعروبة والاسلام، ولا يتطاول عليه أحد". يُذكر ان دوائر رئاسة الجمهورية نزعت لوحة بإسم الامين شكيب ارسلان كانت وضعت على أحد جدران قصر بيت الدين، في اطار الاجراءات لاعادة أوضاع القصر الى ما كان عليه قبل الحرب، واستبدلت بها لوحة باسم رئيس جمهورية الاستقلال بشارة الخوري.