كشفت السلطات المغربية انها تملك وثائق تثبت عدم انحدار عدد كبير من الأشخاص الذين قدّمتهم جبهة "بوليساريو" الى لجنة التحضير للإستفتاء، من أصول صحراوية. وقال وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري لدى اجتماعه ووفد حكومي مع شيوخ قبائل صحراوية في العيون، عاصمة المحافظات الصحراوية، ان المغرب سينشر كل القوائم المسجلة من الطرف المغربي ومن طرف "بوليساريو"، بهدف تمكين الرعايا الذين "اُبعدوا" من عمليات تحديد الهوية من تقديم الطعون الى اللجنة المختصة في الاممالمتحدة المختصة، وكذلك بهدف فضح "إقحام غير الصحراويين في هذه القوائم"، في اشارة الى نازحين من مالي والنيجر وموريتانيا تؤويهم مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر. وحذر المسؤول المغربي ان بلاده "ستتخذ الموقف الملائم" في حال عدم انصاف الرعايا المتحدرين من اصول صحراوية. وقال ان العدد الحقيقي للرعايا في الطرف الآخر بوليساريو يقل كثيراً عن 33 الف شخص، في مقابل قرابة 46 الفاً سُجّلوا في الجانب المغربي، ما يعني "اننا سنخوض اليوم مرحلة دقيقة الى حين تحقيق النصر النهائي". واضاف ان اطروحة "الشعب الصحراوي اللاجئ في المخيمات" انهارت وان المغرب "مطمئن الى نتيجة الاستفتاء". إلى ذلك، أكد مسؤول في بعثة "المينورسو" التزام الاممالمتحدة الافساح في المجال امام كل عمليات الطعون لوضع القوائم النهائية للمؤهلين لاستفتاء الصحراء. وقال رئيس مكتب تحديد الهوية في العيون الايطالي ادواردو فيتيرا ان الالتزام يطاول اجواء الشفافية واحترام المعايير التي اقرتها الاممالمتحدة. وعزا التأخير الحاصل في عمليات تقديم الطعون الى كثافة الطلبات. وكان المسؤول الدولي صرح الى "الحياة" بأن الاممالمتحدة مصرة على تنظيم الاستفتاء على رغم كل المشاكل التي يمكن ان تعتري المراحل التي تسبقه. واكد ان العمل جار داخل بعثة الاممالمتحدة المكلفة تنظيم الاستفتاء بغية احترام الموعد المحدد في تموز يوليو 2000. وقال انه رغم ان القوائم الموقتة لأسماء الذين يحق لهم المشاركة في الاستفتاء وضعت المغرب في المقدمة، إلا ان "الوقت ما زال مبكرا لاعطاء حصيلة نهائية لاعداد الناخبين المحتملين"، في اشارة الى العمليات المتبقية، اي الطعون، واستمرار عمليات تحديد هوية حوالي 65 الف شخص. وعن التغييرات التي طاولت البعثة الدولية وشملت مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية، قال ان تشارلز دنبر قرر انهاء مهمته في المنطقة واختار العودة الى نيويورك. وعن تصريحات لدنبر يقول فيها ان قضية الصحراء لن تجد حلها في الاستفتاء وانما في مصالحة مغربية -جزائرية، قال ادواردو: "نحن نعمل من اجل تنظيم الاستفتاء. لكن اذا حصل ووقع هذا التقارب واسفر عن نتيجة حاسمة قبل موعد الاستفتاء، فلن تكون لدينا مشكلة". وقال ان التقارب بين المغرب والجزائر مشجع في اتجاه تخفيف اسباب التوتر في المنطقة، مشيراً الى موقف منظمة الوحدة الافريفية خلال اجتماعها في الجزائر بتبني الحياد ازاء تنظيم الاستفتاء. واعتبر الاشارات التي صدرت عن المغرب والجزائر والمنظمة الافريقية "ايجابية" للوصول الى تنظيم الاستفتاء في جو من الشفافية.